قصه حلم كامله
و لكنه شعر بالصدمة حين سمع جده يدعوا الله قائلا
اللهم أغفر ذنبى فى حق المرحومه دلال و ذنبى فى حق الفتايات و ذلك الذنب الكبير الذى لا أعلمه و بسببه رزقتني إبن عاق اللهمإنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنى
أقترب راغب و جلس أمامه ينظر إليه ليخفض بركات عينيه أرضا خاصة مع ذلك السؤال الواضح داخل عيون حفيده
ظل الصمت ثالثهما لعدة دقائق حتى قال راغب
لم يجبه بركات بشئ و ظل كما هو ينظر أرضا ليكمل راغب من جديد و الڠضب يتملك منه و جعل صوته يرتع قليلا
لأمتى هتفضل البنات تدفع تمن إللى عمى أحمد بيعملوا لأمتى هتفضل حلم تتعذب و أنا بټعذب و كلنا بندفع الثمن
رفع بركات عينيه ينظر إلى حفيده ذلك الشاب الذى يفتخر به الجميع و يتمنى الجميع أن يكون لهم ولد مثله لكنه أيضا عاطفى أكثر مناللازم الجميع يعلم بحبه لحلم و الجميع أيضا يعلمون جيدا ما يقوم به بالخفاء من أجلها و الوحيدة التى لا تعلم هى حلم نفسها وهو راضي بكل هذا يكفى أن يراها بخير و فقط أخذ بركات نفس عميق و قال بهدوء رغم ما يعتليه من إحساس بالذنب
أنت غلطان يا جدى أنت بتفكر فى أسم العيله و عمى أحمد مش بيفكر غير فى نفسه و إللى بيدفع التمن حلم و مش حلم لوحدها لوحضرتك شايف أن عائشة و نوار سعدا و كويسين تبقى غلطان شوف كل واحده فيهم لما بتيجى سيرة عمى أيه إللى بيحصلهم و الڼار إللىتحرق قلوبهم و تبقى باينه للأعمى فى عنيهم
ذنب مۏت طنط دلال و ذنب كسرة البنات و ذنب حلم و ذنبي فى رقبتك يا جدى
وغادر الغرفة سريعا تتابعه عيون جده التى أمتلئت بالدموع فكلمات راغب أصابت الجزء المټألم و الذى لا يتوقف أبدا عن لومه و عتابه فتحت ذلك الباب الذى كان دائما يغلقه بقوة حتى يظل متمسك بما أخذه من قرار و أن يظل أسم عائلة بركات دون شائبه متغافلا عن كلما يسوء الأسم بسبب تصرفات أحمد التى يعلمها الجميع و البعيد قبل القريب
أنتوا كويسين يا ولاد
لينتبه الجميع إلى سؤالها بين أندهاش و عدم فهم ليبتسم يوسف و هو يقول بفخر ذكوري
أبتسمت نوار بسعادة كبيرة رغم تلك الدموع التى تجمعت فى عيونها إلا أنها أقتربت من أختها تضمها بقوة و حب و حنان و هى تقولبصدق
اللهم بارك اللهم بارك مبارك يا عائشة مبارك يا حبيبتى ربنا يكمل حملك على خير هتبقى أحلى ماما فى الدنيا
أقتربت أيضا حلم بسعادة كبيرة و هى تقول بمرح
و أخيرا هبقى خالتو مبروك يا عائشة ألف
مبروك يا قلبى
ثم نظرت إلى يوسف و قالت
مبروك يا
دكتور
الله يبارك فيكى يا حلم عقبال ما نفرح بيكى
قال كلماته الأخيرة و هو ينظر إلى راغب الذى كانت عينيه ثابته على حلم رغم حديثه مع عائشة بسعادة خاصة و هو يقول بمرح
و أخيرا هبقى عمو و أصيع أنا و أبن أخويا الصياعه إللى مصعتهاش طول حياتى
لتضحك عائشة بصوت عالى و قالت بمرح
لو هيصيع معاك أنت يا راغب أنا كده مطمنه عليه جدا
ليضحك الجميع و أكمل الجميع مباركات لها و ليوسف إلا غسان الذى ظل صامت عيونه ثابته على نوار التى تحاول إخفاء دموعهابابتسامة سعادة كبيرة وقلبه يؤلمه من أجلها و ضميره يعذبه مما فعل ولا يجد حل الأن ليصلح ما أفسده و لا يوجد فرصة أمامه أنهالأن خاسر بكل ما للكلمه من معنى
أجتمعوا جميعا على طاولة الطعام و السعادة تملئ وجه مصطفى الذى قال بسعادة طفل صغير
و أخيرا هبقى بابا جدو
ثم نظر إلى والده و أكمل قائلا بنفس السعادة
بعد إذنك يا حج أنا هدبح عجل لله
أومئ بركات بنعم و قال بأبتسامة وقوره
أكيد طبعا يا أبنى ده أول حفيد للعيلة
كانت نوار صامته تماما تتلاعب بطعامها لا يشعر بها أحد غير ذلك المذنب فى حقها نظر إلى الأمام و هو يتذكر ذلك اليوم بعد ذهابهمإلى الطبيب و قيامهم بجميع التحاليل أدعى أنه لديه عمل كثير و لن يستطيعوا الذهاب إلى الطبيب و لكنه عاد متأخرا و بين يديه التحاليلو بابتسامة واسعة وقف أمامها و قال
متقلقيش يا ستى أحنا الأتنين سلام و زى الفل و تأخير الخلفه ده مسألة وقت مش أكثر
أقتربت منه تمسك يديه بتوسل و عيونها تبتسم بسعادة و قالت بعدم تصديق
بجد يا غسان بجد
اه يا قلب غسان بجد
أجابها كاذبا و قد سار فى طريق لا رجوع فيه أوله و أوسطه و آخره خسارة
عاد من أفكاره على صوت ضحكات عائلته ليعود بنظره لها و من جديد صامته عيونها حزينة رغم تلك الإبتسامة التى ترتسم على ثغرها دونأن تصل إلى عينيها
و حين رفعت عيونها إليه أخفض هو عينيه يكفى ضميره يعذبه فهو لا يستطيع النظر إلى عينيها يكفى عڈابه لنفسه و كل يوم الخۏف داخلقلبه يزداد
بعد الغداء توجهت حلم إلى الحديقة الخلفية و توجه راغب إلى غرفته ومباشرة إلى النافذة ليجدها تجلس هناك على الأريكة الخشبية الكبيرةممدده القدمين و بين يديها ذلك الكتاب التى لا تمل و لا تتوقف عن قرائته
أبتسم إبتسامة مشاغبة اليوم ليظهر بعض من مشاعره علها تفهم و تشعر به علها تجد فيه ما تبحث عنه عل قلبها يميل
توجه إلى مشغل الموسيقى و أوصله بالسماعات لتصدح تلك الكلمات الرقيقة و هو يقف أمام النافذة فى مرمى بصرها مباشرة ينظر إليهابتحدى و ثقه و حب و يردد الكلمات بصوت