قصه حلم كامله
عمها الشاب الهادئ الخجول صاحب النظارات الطبية و الذى أستغنى عنها بعد إجرائه لعملية جراحية فى فترة مراهقته أعادت نظره لسابق عهده و جعلت وسامتهتزداد خاصة بجمال عينيه الساحرة لم تشعر ذات يوم أنه ينظر إليها بنظره مميزة فهو كان دائما صامت عيونه داخل أحد الكتب
وذلككان يؤلم قلبها خاصة و هى كانت ترى مطاردة غسان لنوار فى كل مكان و إظهار حبه لها و رغبته فى الأقتران بها طوال الوقت و كانتنوار هى من تخجل و تختبئ منه قدر إمكانها لكن يوسف لم يكن كذلك يوما كان دائما يتجنبها هى و أخواتها يجلس دائما فى غرفتهفى أبعد نقطة فى حديقة البيت الكبير ليكون بعيد عن لعبهم أو الأختلاط بهم الكتب العلمية هى فقط صديقته المقربة
أقترب منها و وقف خلف الكرسى الخاص بها و مد يديه يدلك فقرات رقبتها برفق لتغمض عيونها باسترخاء لتأثير لمساته على جسدها وروحها و كلماته تصل إليها تهدء روحها و قلبها
أخذت نفس عميق فكم تعشق ذلك الأسم منه تشعره محبب إلى قلبها ولم تجيبه بشئ و هو يعلم أنها لن تجيب هو يفهمها أكثر من نفسهايعلم جيدا أنها و رغم قوتها إلا أنها تتجنب ذكر والدها بأى شكل حتى حين يحدث موقف كالذى حدث اليوم تتظاهر بكأن شئ لم يكن وتتعامل بشكل عادي لكن يظهر ذلك على جسدها كالأن يعلم جيدا كيف تجنب عقلها ذلك الألم هى لا تعتبر والدها على قيد الحياة لاتتحدث إليه و لا تتحدث عنه كحال شقيقتيها رغم أن لكل منهم و على حسب طباعها ردت فعل مختلفة خاصة بوالدهم لكنه يتألم أكثر علىحبيبة قلبة
وشك أصفر مالك يا عائش بلاش تخوفينى عليكى و لو على إللى
لتضع يديها على فمه تسكت سيل كلماته و هى تقول بابتسامة صغيرة
يمكن تعب من الشغل أو مجهود زيادة
يعلم جيدا أنها لن تتحدث عن الأمر و هو لن يضغط عليها لكنها أبتسمت بمشاغبة و أكملت قائلة
يمكن محتاجة أجازة و دكتور قلبي يعملى مساج أسترخائى مميز
يا خبر أبيض ده أنا مقصر خالص أستعدى النهارده هعملك مساج
و مد يده ېلمس ساقها من أسفل الفستان صعودا إلى الأعلى و هو يكمل
هيريحك على الآخر و يخليكى تسترخى و بعده مش هتقدرى تستغنى عن المساج بتاعنا خالص يا فندم
أوقفت يديه التى تداعب ساقيها و قالت ببعض الڠضب الواهن
ليضحك بصوت عالى و هو يرى تورد وجنتيها بخجل و حبيبات العرق التى نبتت على جبينها و أبعد يديه عنها و رفعها بجانب وجهه و هويقول
أوامرك يا برنسس
ثم وقف على قدميه و هو يقول
هروح على مكتبى بقا علشان أنا سايب ثلاث حالات بره
لتقف هى الأخرى وحملت حقيبتها و هى تقول موضحة
و أنا رايحة على المستشفى فى حالة ولاده و شكلها كده الموضوع كبير و خطېر
و أنت قدها يا قلبى ربنا يوفقك يا حبيبتى
سارت بجانبه ليغادرا غرفة مكتبها و توجه هو إلى مكتبه و دخل له إحدى المرضى و غادرت هى رغم إحساسها بالأرهاق و بأنها ليستبخير
جالس بداخل مكتبه فى الديوان رأسه مستريح على الكرسى و عينيه مغلقة بعد أن أنهى عمله و تأكد أن كل شئ يسير جيدا لا يشعربالرغبة فى العوده إلى البيت أن إحساسه بالذنب ېقتله منذ ذلك اليوم و أنقلبت حياته رأسا على عقب يحمل الأن فوق كتفيه ذنب كبيريعلم جيدا أنه حين يفضح سره لن يسامحه أحد و سيكون هو الخاسر الوحيد أن نوار هى عشقه الكبير من يوم وعى على تلك الحياة وهو يراها ملاك لديه جناحان أبيضان كبيران دموعها القريبة و سريعة النزول قلبها الحانى رقتها فى التعامل معه و كأنه إبنها و ليسأكبر منها بسنوات يتذكر حين كانت صغيرة خاصة بعد مۏت والدتها و كأنها أصبحت هى والدتهم رغم أن الفروق بينها و بين أخواتهاليست بالكبيرة معادا حلم إلا أنها و حتى تلك اللحظة هى الأم البديلة من
بعد والدتهم
فتح عينيه ينظر إلى تلك الصورة الموضوعة على رف سفلى فى مكتبه خشيه من أن يراها أى من زوار الديوان يضعها هناك حتى يراها هوفقط
أبتسم لأبتسامتها الرقيقة التى تزين ثغرها و هو يتذكر يوم تزوجها لم يتحمل أن ينتظر حتى تنهى دراستها و تعهد لها و أمام الجميع أنهسيعينها على إكمال دراستها و أيضا سيأجلون الإنجاب حتى تنتهى و دون أن يعلم أن الله قد قرر عنه أنه لن يكون أب أبدا
أغمض عينيه من جديد و هو يتذكر بعد أنتهائها من دراستها بأكثر من ثلاث سنوات و قد أوقفت وسيلة تنظيم الأسرة و لم يحدث حمل فجلست بجانبه ليضم يديها بيديه لتقول بخجل
غسان
نعم يا حبيبتى
كنت عايزه أطلب منك طلب
نظر إليها بأهتمام و قال بثقه و ثبات
نوار حبيبتى تأمر و أنا أنفذ بس
لتتسع إبتسامتها الخجلة و تزداد تلك اللمعة العاشقة داخل عينيها لكنها قالت بخجل
ربنا يباركلى فيك يا غسان و تفضل حنين كده عليا ديما
و يباركلى فيكى يا قلب غسان و روحه
ثم ربت على جنتها برفق و أكمل مستفهما
حبيبى كان عايز أيه بقى
عايزه أروح لعائشة أشوف سبب تأخير الحمل
أجابته بابتسامة مرتعشة لتختفى إبتسامته تدريجيا و أبتعد عنها قليلا ثم قال
نروح يا حبيبتى رغم أنى مش مستعجل على الموضوع ده و كمان خاېف لما تخلفى تنشغلى عنى بولادنا و حبك ليا يقل
بس ليا عندك طلب ممكن
أومئت بنعم سريعا ليكمل هو سريعا
هنروح لدكتورة بس بلاش عائشة بلاش نخلى أى حد من العيلة يعرف أى حاجة عن الموضوع ده ممكن
لم تتفهم سبب ذلك الطلب لكنها أومئت بنعم ليربت على وجنتها من جديد بابتسامة متوتره
عاد من أفكاره ينظر إلى صورتها من جديد و هو يقول
أنا آسف يا نوار آسف رغم أنى عارف إن إعتذارى مش هيفيد بأى حاجة بس أنا آسف
الفصل الرابع من سقر عشقي حلم
ظلتا الصديقتان يتحدثان كثيرا و يضحكان
أن جنة قادرة على إنتزاع الضحكات من أعماقها و إخراجها من قلبها بحرية و إنطلاق
وقفت جنة و هى تقول
هو أحنا هنفضل قاعدين فى الأوضة تعالى ننزل الجنينة نقعد فى الهوا
ثم جذبتها من يديها و هى تكمل بمرح
أنا مش عارفة إزاى يكون عندكم جنينة حلوة كده و تفضلي قاعدة في الأوضة يا كئيبة يا عدوة الفرحة ده لو أنا ممكن أبات فيها
لتضحك حلم بصوت عالى و سعادة حقا جنة الوحيدة التى تخرجها مما هى فيه دون