الأحد 24 نوفمبر 2024

هي وزوجي_بقلم ولاء رفعت_حصري لموقع أيام

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

هي وزوجي بقلم ولاء رفعت حصري لموقع أيام نيوز
الفصل الأول
منذ ست سنوات... 
تقف تلك الفتاة في توتر وقلق ينضح من نظراتها المنصبة علي شاشة الحاسوب تنتظر أمرا جلل يشاركها حينها في هذا الشعور الكثير من أبناء جيلها فها هي تنتظر ثمرة جهودها المكثفة في المذاكرة لمدة عامين أتاها صوت رجولي من الخلف 
_ ها يا باشمهندسة نقول مبروك.

ألتفتت له و طيف إبتسامة يغزو ملامحها ومازال التوتر جلي في عينيها 
_ يسمع من بوءك يا عم أحمد بالله عليك أدعيلي أجيب المجموع الي يدخلني هندسة نفسي أحقق أمنية بابا.
رفع يديه في وضع الدعاء إستجابة لمطلبها 
_ يارب يا غادة يا بنت الست ليلي و أستاذ محمد تجيبي مجموع طب مش هندسة كمان.
صدرت منها ضحكة عفوية و قالت 
_ طب أي يا عم أحمد أنا علمي رياضة يعني هندسة آخر سقف طموح أي طالب فينا.
_ أطمني وثقي في الله أنتي بنت حلال و ربنا هيديكي الي نفسك فيه.
أشعلت كلماته نور الأمل بداخلها فأزادتها طمأنينة و سکينة. 
_ و نعم بالله و.....
صمتت فجاءة بعدما ظهرت آخيرا النتيجة تقرأ و صوت أنفاسها يسبق دقات قلبها و عندما وقعت عينيها علي النسبة المئوية للمجموع الكلي ٩٧٪ صاحت بتهليل و سعادة عارمة 
_ أنا نجحت نجحت هادخل هندسة يا عم أحمد هابقي مهندسة يا راجل يابركة.
قهقه الرجل وقال 
_ ألف ألف مبروك يا بنتي يلا بقي عايز أشرب الساقع حلاوة نجاحك.
أجابت و الفرح يغمرها 
_ بس كده من عينيا صندوق ساقع بحاله بس أديني خمس دقايق أطلع أفرح بابا و ماما و هانزلك علي طول أجيب لك الساقع.
غادرت ذلك المتجر الملقب بالسايبر وقلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها وطأت قدميها مدخل سكن عائلتها المكون من طابق واحد فقط وجدت باب الشقة مفتوحا علي مصراعيه و صوت بكاء والدتها التي تردد من داخل الغرفة 
_ رد عليا يا محمد.
تدخلت جارتها بالتربيت علي ظهرها قائلة 
_ وحدي الله يا أم غادةده راح عند الي أحسن مني ومنك.
أطلقت الأخري عبراتها بنحيب بينما غادة التي تتابع ما يحدث عن بعد خطوات تحركت بخطي وئيدة سعادتها تبدلت إلي شعور آخر أقل ما يقال عنه صدمة ضارية و ليست بأي صدمة والدها الذي كان بمثابة كل دنياها فارقها فراقا بالروح و الجسد. 
ظلت واقفة تنظر لما يجري من عويل والدتها و تجمع الجيران لمواساتهم و الوقوف بجوارهم و التصرف في إجراءات الغسل و تصريح الډفن و كل من هذا القبيل. 
يداهمها دوار لا يرحم صرخاتها المكتومة تمنت لو كان ذلك مجرد كابوس ليس إلا هيهات و الدوار تملك من جسدها فجعله يترنح و يسقط كورقة آيكة يابسة في فصل الخريف.
شيدت سرادق العزاء أمام المنزل و يعلو صوت الشيخ و هو يتلو آيات الذكر الحكيم يستقبل خالها العزاء و بعض الرجال من الجيران وبداخل المنزل تجلس النساء المتشحة ثيابهن بالسواد الحالك و سيدة تحمل صينية يعلو فناجين القهوة تقدمها إليهن و هناك في زواية بعيدة عن الأنظار تجلس غادة في صمت و عينيها التي تغزوها الحمرة من البكاء تنظر إلي الفراغ إطار خشبي بداخله صورة والدها لن تلاحظ شقيقتها الصغري مرام التي تجلس تراقب الجميع لاسيما شقيقتها و والدتهالم تهبط من عينيها دمعة واحدة!.
و بالعودة إلي الخارج تسلل هذا الرجل من بين الرجال الجالسين قاصدا الولوج إلي داخل المنزل يمسح علي شاربه الحليق يتردد في الدخول عندما رأي جمع النساء الجالسات لكن ما يعزم عليه جعله يدخل بلا مبالاة تاركا الخجل والإحراج في مكب النفايات!.
وقف أمام زوجة أخيه و مد يده إليها قائلا 
_ البقاء لله يا مرات أخويا.
رفعت وجهها و نظرت له بدون أن يرف لها جفن تابع مردفا 
_ معلش نادية سايبها تعبانه مقدرتش تيجي.
رفعت جانب فمها بإمتعاض ثم قالت بسخرية 
_ ألف سلامة عليها.
أجاب و نظراته المترددة تخبرها غير ذلك 
_ الله يسلمك معلش بس كنت عايزك علي جمب.
تنهدت و قالت مشيرة له 
_ أتفضل في أوضة الصالون وأنا جاية وراك.
ذهب و نهضت لتري ماذا يريد لفت الأمر أنتباه غادة برغم ذهنها المنفصل عن الأجواء.
_ أتفضل يا صابر كنت عايزني في أي. 
سألته السيدة ليلي و تعلم جيدا غايته من الحديث القادم و قد كان. 
_ أنا عارف أنه مش وقته بس الظروف الي أنا بمر بيها أضطرتني لكدة.
زفرت بنفاذ صبر وقالت 
_ من غير مقدمات قول الي عايزه سبحان الي خلاني قادرة أتكلم وأقف علي رجلي فياريت تنجز في الكلام.
حك ذقنه بحنق و قال
_ من الأخر كده عايز حقي و أظن أنك عارفة الشرع والدين بيقولو ليا نصيبي في ورث أخويا الي ماټ بما أن ما خلفش صبيان.
عقدت ساعديها و تحدثت بنبرة حادة زاجرة إياه بنظرة 
_ ورث أي يا أبو ورث أنت دلوقتي جاي تفتكر أن ليك
أخ ولا جيت لما عرفت أنه ماټ!.
_ لو كنت ناسي أخويا ده لأنه كسر كلام أبويا الي كان رافض جوازكم وبرغم كده عاند معاه وأتجوزك.
صاحت والألم ينهش قلبها 
_ و بعد ما أتجوزنا أبوك عمل في أخوك أي أقولك أنا طرده من البيت و حرمه من ورثه ظلمه في الدنيا وأنت جاي تكمل الظلم في بناته و أنا.
ركل المنضدة پعنف هادرا پغضب قاټل 
_ أنا مش هياكل معايا الكلام ده حوارتكم دي مليش دعوة بيها أنا ليا إن الشرع و القانون بيقولو ليا نصيب في فلوس أخويا والبيت ده.
صاحت به بعد أن فاض به الكيل 
_ فلوس أي الي بتتكلم عنها و أخوك عليه ديون! و بالمناسبة البيت ده بأسمي محمد الله يرحمه كان متأكد و متوقع الغدر منكم راح سجل العقد بأسمي عشان يحمي بناته من ظلمكم وشركم.
صاح بهياج لم يهدأ 
_ كدابة وستين كدابة العقد بالتأكيد زورتيه وأنا هاعرف شغلي معاكي لما أرفع عليكي قضية أعرف أخد حقي منكم.
دفعها من أمامه ليغادر برفقة شيطانه الظالم ركضت غادة إلي والدتها التي جلست بثقلها علي الكرسي. 
_ ماما حبيبتي ما تخافيش ماحدش يقدر يعملك حاجة ولا يقرب منك.
لم تجد منها إستجابة لتكتشف إنها فقدت الوعي!. 
الفصل الثاني
أصبحت غادة المسئولة عن والدتها التي فقدت الحركة و تجلس علي مقعد متحرك و أيضا عن شقيقتها مرام التي تصغرها بأربع سنوات فكانت ما بين دراستها و عملها في إحدي المطاعم كنادلة تارة و تارة أخري كانت تعمل بائعة لدي متجر لبيع الملابس. 
مرت الأعوام و تخرجت غادة من كلية الهندسة بتقدير إمتياز فحظها أصبح زاخرا الآن حيث قام والد صديقتها نوران بتعينها لديه في الشركة الخاصة كمهندسة معمار.
جلست خلف مكتبها تنظر من حولها فها هي أمنيتها قد تحققت المهندسة غادة الفقي كما هو مدون علي اللافتة الزجاجية التي تزين مقدمة سطح المكتب. 
طرق علي الباب يليه فتحه و دخلت تلك الحسناء ذات الشعر الأسود الداكن تحمل باقة ورود تسألها بمزاح ومرح
_ ممكن أدخل يا باشمهندسة.
أبتسمت لها و بترحاب وحفاوة أخبرتها 
_ أهلا أهلا.
قامت 
لكزتها نوران في ظهرها و قالت 
_يا بكاشة ده أنا لسه كنت عندكم من يومين و لولا جيت أزور بابا مكنتش هاعرف بخبر تعينك كمهندس مسئول أول في الشركة.
_ كنت حابة أعملها لك مفاجاءة في كل الحالات كنتي هاتعرفي.
_ ماشي يا صاحبتي عموما أنا جيت أباركلك.
وضعت الباقة فوق سطح المكتب فقالت غادة 
_ الله يبارك فيكي يا حبيبتي مكنش ليه لزوم الورد كفاية مبروك.
جلست الأخري أعلي المكتب تستند بكفيها علي حافته قائلة بتهكم مازحة 
_ لاء ما أنا جايبه لك ورد عشان ترديهولي في خطوبتي يوم الخميس الجاي.
غرت غادة فاهها من فرط السعادة 
_ بتتكلمي جد! هتتخطبي أنتي ومهاب.
أومأت لها و بفرح أجابت 
_ أخيرا بابا وافق عليه بعد ما كان رافض أكتر من مرة.
غير ما حتي تشوفيه ولا تعرفي عنه حاجة.
نهضت و ولت ظهرها إلي والدتها لاتريدها أن تري علامات الضيق المرتسمة علي وجهها المستدير ذو البشرة البيضاء و وجنتان ورديتان منذ نعومة أظافرها و هي تتميز بجمال يجعل من ينظر إليها لايحيد بصره عنها إطلاقا. 
_ أرجوكي يا ماما كفاية تضغطي عليا أنا أخر مرة كلمتيني فيها و قولتلك أنا مش هاتجوز غير لما مرام تخلص جامعة وأسلمها لعريسها بأيدي و بعدها أفكر.
ردت الأم بنبرة يشوبها الحزن والآسي 
_ ليه بتعملي فيا كده يابنتي أنا كل أملي ومنايا أشوفك في بيت عدلك متهنية وأشيل عيالك قبل ما أموت.
و بالفعل أخترقت كلماتها المعتادة قلب أبنتها الذي يضعف دائما أمام أي رجاء أو مطلب أستدارت و وثبت عليها ماتعرفيش بتعمل فيا أي أنا ماليش غيرك أنتي و أختي و ربنا يقدرني وأسعدكم وما أخلكوش تحتاجو لأي حاجة أبدا.
رفعت الأخري يديها في وضع الدعاء 
_ ربنا يكرمك ويرزقك يا ضنايا من وسع ويرزقك بإبن الحلال الي يهنيكي و يسعدك آمين يارب.
أغمضت غادة عينيها مرددة في نفسها 
_ آمين. 
و في حرم جامعة القاهرة تجلس مجموعة من الفتيات يتبادلن الضحك والسمر فقالت إحداهن بتهكم جلي للأخري 
_ ألا قوليلي يا مرام أبلة غادة مابقتش توصلك يعني عمري ما هنسي أول يوم لما جيتي و قعدت مستنيه معاكي لحد ما جه الدكتور صممت تدخلك القاعة بنفسها.
عقبت فتاة أخري بسخرية
_ ده كان ناقص تقول للدكتور خد بالك من مرام أختي وقعدها في أول بنچ.
أطلقت ضحكة تبعها عدة ضحكات نهضت مرام پغضب فصاحت في وجوههن 
_ ما تلمي نفسك أنتي و هي تحبو أفكركم أيام ثانوي لما كان بيجي لكم جوابات الإنذار ومنظر أهلكم الي كانو بيجو إيد المدير عشان مايرفضكمش ولا خلاص كل واحده نسيت أصلها و شمت نفسها عليا أقسم بالله الي هتتنمر ولو بحرف تاني
لهبعتر بكرامتها الأرض.
تركتهم و أسرعت في خطاها تحبس عبراتها التي تأبي و بشدة أن تطلقها للإنهمار تمقت خوف شقيقتها وإهتمامها الزائد بها جعلها محط سخرية من زملائهافهناك شعور بغيض قد نمي بداخل قلبها منذ الصغر عندما وجدت إهتمام والديها بالكامل منصب علي شقيقتها الكبري بينما هي علي الهامش و في طي النسيان وبعد ۏفاة والدها كان آخر ما ينقصها سيطرة شقيقتها المدللة عليها لاتسير خطوة واحدة سوي بعلمها وكأنها طفلة صغيرة لا تفقه شئ فهذا زاد من نمو النبتة السوداء بداخل قلبها الذي تملأه الكراهية والضغينة نحو غادة!.
كان إحدهم يراقبها عن بعد عقد عزمه علي الإقتراب منها بخطي سريعة. 
_ آنسة مرام آنسة مرام.
ألتفتت إلي صاحب الصوت و زجرته بحدة فأخبرها بتردد معتذرا 
_أنا آسف لو ضايقت حضرتك أو أزعجتك أنا إسمي مازن و.....
قاطعته بصړاخ بعدما أستشفت تلك النظرة في عينيه تعلم ما ورائها من

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات