الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية ست البنات بقلم نهي مجدي

انت في الصفحة 27 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز

أشعر اننى داخل دوامه عاتيه تدور بسرعه فائقه وبلا انقطاع وادور معها لا استطيع التوقف فكنت كالسابحين فى الفضاء لايشعرون بثقل أجسادهم ودعوا الجاذبيه تحركهم كيفما شائت استيقظت فى اليوم التالى على إثر يد صغيره تعبث بوجهى فتحت عينى رويدا فرئيته أمامى يمد يده يتلمس ملامحى وعلى وجهه ابتسامه ينشرح لها القلب وتتفتح لها الأورده نهضت متثاقله على وجهى ابتسامه شاحبه عندما رأها ضحك هوا فرحا وطربا فحملته بوهن قربته من قلبى كنتالملجأ لى جعلنى اشعر اننى مازلت أحيا وفى جسدى دماء تسري فلطالما كان هوا الحافز الذى لا ينضب وتميمة حظى التى تجعلنى استطيع الاستمرار كلما حاولت الظروف قهرى حملت تميم وخرجت من الغرفه فوجد امى وابى وصفي جالسون

________________________________________
بالردهه ساكنون وكأن الطير على رؤوسهم عندما رأونى لووا أعناقهم وتلهفت أعينهم ليروا وقع تلك الصدمه التى تشيب لها الرؤوس ركضت أمى تجاهى وحملت تميم خشيه ان يقع من يدى المرتعشه ودموعها فى عينيها أنهارا اتجهت ناحيه صفي الذى هب واقفا وامسك بيدى يساعدنى على الجلوس حاولت ان اتماسك وان اجعل كلماتى تخرج من حلقى دون اڼهيار ولكن دموعى أبت التوقف
صفي 
أؤمرى ياميراس
لو بتعزنى بجد زى ما قولتلى اطلع دلوقتى على القصر العينى واتأكد من اللى سمعناه 
حاضر يابنت خالتى مش هيغمض لى جفن الا لما اطمنك
قالها صفي وانصرف وجلست انتظره فكانت الدقائق تمر ساعات والساعات تمر أعوام حتى شعرت أننى اكبر فى العمر بسنوات كثيره لم أبرح مكانى ولم أحدث من حولى حتى اننى لم استجب لدموع امى التى رجتنى ان اتناول ولو القليل حتى لا أسقط مغشيا علي فقط كنت لأرى الأمل فى عينيه ظللت على تلك الحاله حتى انقشع الضوء وحل مكانه الغروب ودق هاتفى برقم صفي 
نهضت اسحب قدماى ناحيته وأمسكته بيد مرتعشه وعينين اصبحتا جمرتين من ڼار تنساب الدموع منهما أنهارا فتحت الخط ووضعت الهاتف على أذنى دون ان انطق ففى تلك اللحظه صمت كل شئ حتى صوتى رفض ان يخرج فأتانى صوت صفي 
ميراس انتى سمعانى
اجبته بحلق جاف ولسان مرتعش وصوت خاڤت 
ايوه
صمت صفي قليلا فتسارعت دقات قلبى وتوقف نبضى حتى لا يشوش على سمعى ومنعت تنفسي ترقبا ولهفه
مفيش دكتور بالاسم دا وعمر مدخلش المستشفى عمر عايش يا ميراس 
لم اشعر بنفسى الا وانا اضحك وابكى كنت احتضن الهاتف وانا اضحك بصوت عالى ودموعى تنساب كالسيل سجدت شكرا لله الذى طمئن قلبى ولم يخزل دموعى عرف الجميع ما حدث من سعادتى التى فاقت الوصف فشكروا الله وارتفعت اصوات الحمد والمنه اغلقت هاتفى مع صفى الذى اخبرنى انه فى طريقه للعوده الان 
دخلت غرفتى بدلت ملابسى بسرعه واتجهت ناحيه باب الشقه فاستوقفتى امى
رايحه فين يابنتى
رايحه مشوار صغير 
مشوار ايه دلوقتى الدنيا ليل ابقى روحى بكره 
مش هقدر 
قلتها وانصرفت ناحيه بيت عمر لأقابل داليا اعلم جيدا ان فى يديها خيوط كثيره اذا تشابكت معا وضحت الكثير من الأمور لم يمضى الكثير وكنت واقفه امام الباب طرقته ففتحت لى وفاء ووجدت والده عمر جالسه منحنيه الظهر باكيه العينين عندما رأتنى هبت واقف ودموعها تغسل وجهها 
ميراس عامله ايه يابنتى وابنك عامل ايه 
امسكت بيديها اطمئنها
انا كويسه ياماما وتميم بخير فين عمر 
عادت للبكاء واقتحم الحزن ملامح وجهها
معرفش يابنتى داخلين على اسبوع ولا حس ولا خبر قلبى واكلنى عليه ومش عارف فين اراضيه
داليا فين 
داليا مشيت 
مشيت 
ايوه تانى يوم مامشيتى لمت هدومها ومشيت بالليل قبل ما نصحى ولما بنتصل بيها مبتردش 
طيب قوليلى بيت اهلها فين 
ليه
يا بنتى فيه ايه طمنينى الله لا يسيئك 
مفيش حاجه ياماما اتطمنى عمر بخير وانا متأكده بس عايزه اتكلم معاها
اخذت العنوان وحفظته عن ظهر قلب واتجهت ناحيتها فلا يهمنى تأخر الوقت ولا يهمنى ما يحدث فلا يوجد اهم منه وقلبى يحدثنى انه بخير متلهفا لرؤيتى كما ېحرق قلبى الشوق اليه 
عندما وصلت لم اتمهل وطرقت الباب بسرعه وقوه فتحت لى والدتها 
ميراس اهلا وسهلا يابنتى اتفضلى 
ازيك ياحجه 
بخير يابنتى الحمد لله انتى عامله ايه ومين معاكى
لا مفيش حد معايا انا جايه لوحدى
خير يابنتى فيه ايه 
كنت عايزه داليا فى كلمتين 
ادخليلها ياميراس انتى مش غريبه 
اتجهت ناحيه غرفتها لم اطرق الباب ولم استئذن فقط دفعته مره واحده فانفتح على مصرعيه فوجدتها ساجده تصلى انتظرتها حتى انهت صلاتها وجلست بجوارها على الأرض
تفتكرى ربنا هيتقبل 
كنت اعلم ان وجودى مفاجئ لها ولذلك لم اتراجع عن ذلك الامر لعلى اجد ما يشفى صدرى
ميراس !! ايه اللى جابك
جيت ابص فى عنيكى واشوف اذا كان لسه فيها رحمه ولا خلصت 
نكست داليا رأسها ولم تنطق فاستطردت
والدتك ست طيبه واهلك ناس محترمه امال انتى جايبه الشړ دا كله منين 
اعتدلت داليا فى جلستها ونظرت لعينى
26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 77 صفحات