رواية فاطمة كاملة
.
وفعلا زين مكنش يناسبنى خالص وهو عرف كده وعشان كده قلبه مال ليكى أنت يا قمر .
ثم ضحكت مرددة ...بس برده منكرش انك حلوة عنى حبتين .
انا مش عارفة ليه مخدتش ملامحك الحلوة دى وطلعت شبه بابا اكتر .
تنهدت أنهار بإرتياح لانها اطمأنت على ما كانت تخشى منه عندما تعلم تقى بالأمر .
ولكن مازال شيئا فى صدرها وهو الزواج نفسه .
فهى تشعر بالحرج الشديد وكأنها مازالت بكر وفى مقتبل العمر .
ولكنها ابتسمت لابنتها قائلة ...أنت بتقولى ايه يا تقى !
ده أنت الجمال كله يا بنتى ربنا يحفظك ويسعدك .
تقى ...متهربيش منى يا ماما ها قولتى ايه
عشان العريس منتظر على ڼار .
وهو صراحة انتظر كتير ربنا يكون فى عونه .
فصمتت أنهار مرة أخرى وشردت فى زين وهل بالفعل سيكون زوجا لها
هل سيصبح عوض السنين الماضية
أيعقل أن تعيش الحب مرة أخرى بعد أن ظنت أن عمرها مضى
هل ستشرق شمس ربيعها فى الاربعين
ياااااه إنه لقرار صعب للغاية .
فهى لا تصدق الأمر بعد وتشعر أنها فى حلم وليس حقيقة .
فمتى سيتحول
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شړ ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
...............
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
ابتسمت تقى لشدة خجل والدتها فهى أكثر منها حيائا فى هذا الأمر وكأنها هى الأم وأنهار ابنتها.
فوضعت يدها على فمها خجلا عندما استمعت إلى من يقول بصوت جهورى عالى زلزل قلبها انا بحبك يا أنهار وفقى تجوزينى بحبك والله .
فقفزت تقى من الفرحة مهللة....سيدى يا سيدى .
ده طلع رومانسى وحبوب اوى .
يا عينى عليك يا زيزو .
أنهار بخجل ...وبعدين اختشى يا تقى .
عينيكى بتقول انك كمان بتحبيه بس اهو التقل صنعة زى ما بيقولوا .
أنهار بغيظ مصطنع ...وبعدين .
تقى بضحك ...مفيش بعدين يا قمر انت تعالى بس نطلع البلكونة نشوف روميو قبل ما ينتحر .
فضحكت انهار واسرعت معها للنافذة.
ففوجئت به فى الاسفل وقد زين سيارته بالورود والبالونات ومعه لافتة بحجم كبير مكتوب بها أنهار تتجوزينى .
فعوضها الله عن تلك السنوات بتلك الفرحة الكبيرة .
وسبحان القائل ان بعد العسر يسر .
ثم وجدت كم هائل من الناس بجانب زين يهتفون . ...اتجوزيه عشان خاطرنا ده خرم ودنا .
حرام عليكوا هههههه.
فشعرت أنهار بالخجل ودلفت للداخل مسرعة .
وتقى من خلفها ضاحكة .
ثم صعد عبد الرحمن وزين من خلفه إليهم .
ودلف عبد الرحمن هو فى بادىء الأمر متسائلا
عبد الرحمن ...ها ايه الاخبار
تقى ...لا خلاص متقلقش واضح انها موافقة بس مكسوفة .
عبد الرحمن ...طيب تمام .
ربنا يسعدهم وزين راجل ابن حلال .
وهى فين
تقى ...دخلت جوا تظبط طرحتها عشان عايزة تمشى مكسوفة اوى .
عبد الرحمن مناديا زين ....تعال يا روميو قصدى
يا زين كله تمام .
فولج زين على حرج .
وتنهد بارتياح عندما سمع من تقى بموافقتها اخيرا على طلبه من الزواج منها .
وانتظر أن تخرج لهم بفارغ الصبر .
وعندما خرجت أنهار وجدته أمامها فأخفضت رأسها حيائا .
عبد الرحمن إلى تقى ليتيح لهم فرصة التحدث مع بعضهما البعض .
تعالى يا تقى عايز اقولك حاجة جوا .
فابتسمت تقى مرددة ..حاضر .
ولكنها ما أن همت أن تغادر حتى أمسكت انهار بيدها
هامسة بخجل ...هتروحى وتسبينى معاه لوحدى .
تقى بضحك ..متخفيش يا ماما مش هيعضك .
ده حونين اوى .
وانا هبص عليكى برده كل شوية .
ثم تركتها وغادرت وهى تقول ...مش عارفه صراحة مين الام والبنت فينا على الحال ده !!
عرقا وزين ينظر إليها مبتسما على حالها هذا وكأنها تلميذة خائڤة أمام معلمها.
وهذا يكفيه فالنظرة إليها حياة .
وهى من إعادته من عالم الامۏات الى الدنيا ونعيمها مرة أخرى وكأنها جنته على الأرض .
ثم حاول اخراج صوته المكتوم قائلا بخفوت ...أنهار انا مش مصدق خلاص إنك وفقتى .
وكمان واقفة قدامى اه شكلك زى ما يكون بتقولى ...يا ارض انشقى وابلعينى من الخجل .
بس زى القمر ووشك شبهه الطمطماية كده .
بس متقلقيش لانه بجد رغم سننا وان سبق لينا الجواز وعندنا عيال .
بس لسه قلبنا نقى من بتاع زمان مش قلوب شباب دلوقتى .
وانا فعلا شايفك بعينيه ولا بنت ١٦سنة لسه وردة مغمضة .
بس كل الحكاية انى بحبك يا أنهار .
وبتمنى اعيش باقى عمرى معاكى ولو حتى يوم واحد ده هيكون بعمرى كله .
ليظهر حب أنهار التى اخفته فى صدرها لمدة أشهر مرددة پخوف ...بعد الشړ عليك ربنا يبارك فى عمرك .
وتعيش لما اتجوز سالم وسليم وتفرح بولادهم .
فابتسم زين لطيبة القلب تلك التى أثرته بطيبة القلب فى بادىء الأمر ثم ذاب عشقا بها فى كل حالاتها.
زين بمكر ..مكنتش عارف انى غالى عندك كده .
بس أنت دوختينى معاكى اوى يا أنهار .
تعبت بجد وكل ما كنت أقرب أنت تبعدى .
لغاية ما حسيت باليأس دخل قلبى وحسيت انى ھموت ولولا انى ساعتها قومت صليت لله ركعتين وطلبتك من الله عز وجل ساعتها حسيت بأمل تانى من جديد .
ورجعت للحياة تانى .
وكأن ربنا سبحانه وتعالى بيقولى أبشر
وفعلا أنت اجمل بشړة فى حياتى .
أنهار متعجبة من كلماته ...ياالله انا كل ده !
زين ...واكتر صدقينى .
أنهار بندم ...اسفة سامحنى كان ڠصب عنى .
موقفى كان صعب اوى قدام بنتى .
إزاى اخد منها عريسها خصوصا إنها فى الاول كانت مبسوطة .
فكان لازم اعمل ده رغم انى قلبى فعلا بعد سنين طويلة من الحرمان بدء يتحرك .
بس برده فضلت بنتى عليا واى أم فى مكانى كانت هتعمل كده برده .
لان لو معملتش كده هخون ثقة بنتى فيا .
وده كان مستحيل يحصل .
زين ....وانا فعلا قدرت ده واتمسكت بيكى اكتر .
وادى اهو الفضل لله ثم محمد جوز تقى اللى جميله فى رقبتى طول عمرى .
وجبلها الافضل والمناسب لست البنات تقى .
عشان تروق كده ست الستات أنهار وتهدى وتقبلنى كزوج .
أنهار ....بس برده كنت خاېفة لغاية اخر وقت بس لما كلمتنى وشوفت فى عينيها الفرحة ليا ساعتها بس وفقت .
فصاح زين بحب ...يا كريم يارب .
طيب يلا بينا على المأذون مش عايزين نضيع اى لحظة من عمرنا كفاية اللى ضاع من عمرى قبل ما اشوفك .
أنهار بضحك ...مأذون كده على طول لا نصبر شوية .
زين ...لا معنديش صبر انا صبرت كتير .
افترشت انهار بنظرها الأرض مرددة ...بس يعنى انا مش جاهزة للجواز وكده انت فاهمنى .
ويعنى محتاجة اشترى شوية حجات .
فالموضوع محتاج كام شهر كده معلش .
أيقن زين ما ترمى إليه أنه ليس بوسعها تجهيز بعض احتياجاتها الآن وتحتاج فترة لتدبر أمرها .
فابتسم مرددا ...تسمحيلى اخدك دلوقتى تشترى كل اللى نفسك فيه .
ثم أخرج من بنطاله كرت الفيزا ثم قدمها لها مرددا ...وخلى كمان دى معاك عشان لو احتجتى تشترى حجات خاصة وتكسفى تشتريها معايا .
ثم غمزها بمكر وتابع ...بس زودى فيها عشان تعوض شهور الصبر اللى عشتها .
شعرت أنهار بالحرج ورفضت أن تأخذها بقولها...لا لا .
انا هتصرف بس معلش سبلى فرصة اظبط نفسى .
زين مطمئنا لها ....يا حبيبتى انا من اليوم مسئول عنك فى كل حاجة .
ولو يعنى مكسوفة يبقا نكتب الكتاب عشان تكلمى
معايا بأريحيه شوية وتحسى انك فعلا فى عصمة راجل بيحبك ولو يطول نجمة من السما يجبهالك .
وممكن كمان نأخر الډخلة اسبوع زى بعضه عقبال كمان متظبطى حالك وتيجى تشوفى الشقة هى طبعا جاهزة بس مقفولة من ساعة المرحومة .
لانى مدخلتهاش من ساعتها وقعدت عند ماما .
بس هى فى نفس البيت على فكرة .
انا فى الدور التانى وماما الاول .
فأكيد محتاجة تهوية ونضافة ولو تحبى تغيرى اى حاجة من العفش انا تحت امرك .
لم تدرى أنهار ما تقول بعد كلماته تلك التى أثلجت صدرها ورأت به عوض الله التى طالما انتظرته و لم تكن تدرى أنها سيكون فى زوج مثله حنون ومحب مثله .
فلم تكن تحلم أن يحدث لها هذا فى يوم من الايام.
واكتفت أنهار بالابتسامة وأومئت
رأسها اى نعم .
لتخرج تقى إليها مطلقة الزغاريد ثم ضمتها إلى صدرها قائلة....الف مبروك يا ست الكل .
أنهار بضحك ...يا بنتى اختشى .
تقى ...فكيها بقا يا عروسة .
زين ...معلش يا عرسان ممكن يعنى نغلس عليك حبتين .
وانزل اجيب المأذون ونكتب الكتاب عندكم .
عبد الرحمن
بمكر ...طيب مش تقعد نتفق الاول فى الأصول ولا ايه
المهر والشبكة والمؤخر امال ايه
بنتى انهار غالية عليا اوى .
فتعالت ضحكات الجميع .
زين ...ماشى يا حمايا العزيز .
ثم اتصل بوالدته واخبرها بالأمر ففرحت ودعت له بالبركة والسعادة .
واخبرها أن تجهز نفسها لانه سيمر عليها ويأتى بها لتشهد بنفسها العقد .
وكذلك اتصل على محمد زوج أخته الذى كان فى هذا الوقت يركض وراء زينب فى الشقة يتسامران ويضحكان.
محمد ...شوفى أنت لو روحتى فين هجيبك برده واعمل منك كفتة يا زوزو يا معذبانى .
زوزو بضحك ... أهون عليك يا حمادة .
محمد ...اعملك ايه
ما أنت مش حاسه بڼار حبى يا بت تعالى بس هحكيلك حدوتة .
زينب ...لا انت بتضحك عليا وعايز تشربنى حاجة اصفرة تانى .
محمد بغيظ ...يا مثبت الدين فى العقل يا رب .
هو يا بنتى قشطك من الشارع انا جوزك حبيبك يا زوزو .
تعالى بس يا سكر .
زوزو مشيرة له بيديها ....لا لا ولو شاطر امسكنى.
لتهرب منه مجددا ضاحكة ثم رن الهاتف من زين .
فزفر محمد بضيق ....هو انا ناقص مش كفاية اللى انا فيه من القردة
اللى أنا مجوزها وعمالة تنطط هنا وهنا .
زوزو من بعيد ....مين اللى بيرن يا حمادة .
محمد ...ده المحروس اخوكى .
زوزو ...طيب رد يلا .
محمد ...طيب تعالى بس نكلمه سوا .
زوزو ...رد بس الاول ده بدال كلمك انت على موبايلك يبقا اكيد فى حاجة ضرورى .
محمد ...ربنا يسترها .
ثم حاول محمد إلتقاط أنفاسه قائلا
الووووو ازيك يا ابو نسب .
سمع زين صوت أنفاسه المتعالية فقال بحرج ...هو انا اتصلت فى وقت غير مناسب ولا ايه
محمد بإنفعال ...لا ده وقت مناسب ونص .
بص يا ابونسب انا خلاص عايز أرجع فى البيعة تعال يا عمنا خد