رواية ونس بقلم سارة مجدي
تلك الذي أخذت تفكير أخيها حتى أنه لم يهتم لسؤالها عن حالها وماذا فعلت
في أمر طارق أو حتي يهتم لصحته جحظت عيونها پصدمة وإدراك حين أكمل كلماته قائلا تخيلي كده يا نرمين لو أنك مش من عيله الصواف. وكنت من عيلة فقيرة. وعندك أخوات محتاجين أكل وشرب وعلاج. وأب أو أم تعبانين ومحتاجين علاج كنت هتعملي أيه ولو حكمت عليكي الظروف أنك تشتغلي في البيوت أو عند حد تحبي الناس تعاملك إزاي
أبتسمت أبتسامة صغيرة وهي تومأ بنعم. وغادرت الغرفة
يجلس في مكتبه بالشركة ينفخ پغضب أن كل مخططاته تفشل ولا يفهم السبب أنه يحكم الخطة جيدا من جميع الجهات ولكن دائما يحدث شيء ما. عليه أن يجد حل جديد عليه أن يفكر في خطه جديدة. هو لن يتنازل
أغلق الحقيبه
ووضعها جوار الأخرى بجوار الباب ونظر إليها من جديد مازالت نائمة. لقد أتصل بمراد يسأله عن تلك الحاله وأخبره بحتمالية أصباتها بالأكتئاب ونصحه بالبعد قليلا عن القصر وأن يذهب بها إلى مكان هادئ ويحاول التحدث معها فيما يضايقها ويحاول أن يجد حلول. وأذا فشل في ذلك فعليه أن يلجئ لطبيب نفسي لذلك أخذ القرار دون تردد ولو للحظة. أتصل بأحدى المنتجعات وحجز غرفه هناك. وجهز الحقائب ولم يتبقى إلا إستيقاظها.. أقترب منها وجلس بجانبها وهو يهمس بأسمها يداعب بيدية خصلات شعرها المقصوصه بعشوائية يشعر بغصه قوية بقلبه لكن عليه أن يكون قوي حتى يستطيع أن يحل تلك المسأله وعليه أيضا أن يجد حل لكل ما حدث بينهم
أقتربت كاميليا من مكان جلوسها وقالت بصوت هادىء هي نرمين لسه مرجعتش من عند أديم
لم تجيبها شاهيناز بأي شيء هي في الأساس لا تعطيها أهميه كبيرة الأن الأهم نرمين وطارق ووقوف نرمين أمامها بتحدي بل وتحتمي بأخيها وتلجىء لبيته في رساله واضحه يالتهديد وقدرتها على ترك قصر الصواف..قطبت كاميليا حاجبيها باندهاش لكنها أيضا شعرت بالخۏف فصمت شاهيناز السلحدار يعني أن هناك كارثه كبيرة سوف تحدث وإن هناك حرب تدق طبولها الأن.. وبدايتها الأن حين رأت حاتم ينزل درجات السلم يضم سالي التي يبدوا عليها التعب وخلفهم إحدى الخادمات وبين يديها حقائب.. لتقف شاهيناز تنظر إليهم باندهاش وقالت باستفهام على فين ان شاء
مسافرين يومين
أجابها حاتم بهدوء شديد لتقول هي بغرور موجهه حديثها للخادمة رجعي الشنط دي مفيش حد مسافر
ليقطب حاتم حاجبيه وأشار للفتاة أن تقف مكانها وقال پغضب حضرتك بأي حق بتمنعيني أني اسافر أنا ومراتي
مراتك دي بنتي وليا الحق أني أمنعك تاخدها
أجابته بغرور وأنف مرفوع ليبتسم
إبتسامة متسليه وأجلس سالي على الكرسي القريب ثم أقترب من شاهيناز وقال بقوة حضرتك أمها اه ليكي حق عليها اه لكن إن يكون ليكي سلطه تقدري بيها تمنعيني أني أخد مراتي أي مكان معتقدش
صمت لثوان ثم قال بإقرار في الحقيقة أنا وهي كنا هنسافر يومين نغير جو ونرجع بس دلوقتي إحنا هنسافر نغير جو وهنرجع على بيتنا الخاص ما هو إللي حضرتك متعرفيهوش أن الست مكانها مع جوزها مكان ما يكون
أنا إللي جوزتهالك يا حاتم ولا نسيت هي لا كانت بتحبك ولا بطيقك
واجهته بقوه مشابه وصوت عالي ليبتسم من جديد وهو يقول المهم النتيجة يا شاهيناز هانم والنتيجة أنها مراتي دلوقتي ومكان أنا ما أكون هي هتكون وحضرتك ملكيش دخل ولا صلاحيه ولا مكان بينا غير إنك والدتها وبس
عدل وضعية الجاكيت وأغلق السحاب الخاص به وعاد يمسك بسالي التي كانت صامته تماما وغادر القصر أمام عيون شاهيناز التي تشتعل الأن بنيران الڠضب والحقد.. لتقترب كاميليا منها تقول بمهادنه بعد إن وضعت يدها فوق يد شاهيناز يومين وهيرجعوا شكل سالي تعبانه ومحتاجه تغير جو
لتنفض شاهيناز يد كاميليا عن يدها وهي تقول متبقاش آلا أنت كمان علشان تديني نصايح وتقولي أعمل أيه ومعملش أيه
وتركتها وصعدت إلى غرفتها لتنحدر دموع كاميليا پقهر وهي تفكر أن لا مكان لها هنا ذلك القصر لا يريدها وهي أيضا لا تريده ولا تريد سكانه
كان يغلي ڠضبا من الداخل لكنه هادىء تماما من الخارج لكن من داخله ڼار حارقه تأكل قلبه وتلتهم روحه يعلم أن صديقه يتصل به من أجل تلك الفتاة فقد أرسلت نرمين رسالة تخبره بما حدث ليفتح أحد تطبيقات التواصل وأرسل رسالة صوتيه وأغلق الهاتف تماما بعدها فهو لن يشغل عقله بأي شخص الأن هي فقط المهم والأهم هي كل خطوطه الحمراء التي تخطتها الدنيا معه..منذ أول خيوط النهار وهو مستيقظ ينتظرها لا يعلم لماذا يشعر بهذا الشعور أنه يشتاق إليها نظراتها البريئة وجهها المليح وخصلات شعرها الغجريه التي تزين وجهها بشكل يجعل عينيه لا تستطيع النظر لشيء
آخر غيره هل ما شعر به هو فقط شفقه أم أن هناك شيء آخر لا يستطيع
تفسيره حتى لنفسه.. نظر إلى هاتفه للمره الذي لا يعلم عددها حتى يعرف كم الساعه حين وصلته رسالة من حاتم قطب جبينه بضيق وهو يفتحها ليصله صوت حاتم يقول عرفت إنك عايز تولع فيا بجاز بس مش مهم أنا عملت إللي شوفته صح وقتها على العموم أنا سافرت أنا وسالي ومش عارف هرجع أمتى وكمان أتخانقت مع شاهيناز هانم أنا هقفل تليفوني وتليفون سالي متقلقش من وقت للتاني هبعتلك أطمنك علينا وأدعيلي يا أديم لأني محتاج دعواتك حقيقي
لتزداد تقطيبه حاجبي أديم بقلق لكنه يثق في حاتم ..أنشغل عقله بالتفكير في كلمات حاتم حتى أستمع لقرع جرس الباب ليغادر سريره بشوق رغم إحساسه بالداور إلا أنه يريد أن يفتح لها الباب.. خرجت نرمين من غرفتها حين سمعت جرس الباب ورأت أخيها يغادر الغرفة ليزداد إحساسها أن هناك شيء خاطيء في علاقة أخيها بتلك الفتاة
كانت هي تشعر بتوتر وبعض الخجل لكنها حقا تشعر بالسعادة لعودتها إلى هنا ورغم عنها تشتاق بشده لأن تراه. تطمئن عليه وتراه بعيونها سليم معافا..كانت تنظر أرضا في إنتظار أن يفتح لها الباب وكان هو يقف خلف الباب يحاول أخذ عدة أنفاس حتى يهدء من دقاته التي تصم أذنيه ..فتح الباب لترفع عيونها تنظر إليه ورغما عنها إبتسمت حين وجدته ينظر إليها بابتسامة واسعه وقال ببعض اللوم أتاخرتي أوي يا ونس وأنا جعان أوي
لتدلف إلي الشقه بعد أن أبتعد هو خطوتان للخلف وهي تقول أنا آسفه يا باشمهندس حالا هجهز لحضرتك أحلى فطار
وتوجهت إلى المطبخ ليغلق هو الباب وعاد ينظر إلى مدخل المطبخ وهو
يبتسم وكانت نرمين تتابع ما يحدث من ممر الغرف ببعض الإندهاش والصدمة ومن داخلها تتأكد أن حاتم كان معه حق حين طردها وعليها أن تبحث خلفها وفي تلك اللحظة أخذت قرارها أنها لن تعود للقصر الأن
طوال الطريق وهي صامته تنظر إلى الأمام تشعر بالاندهاش إلى أين
هم ذاهبون وما حدث مع والدتها وكيف ظلت صامته تنظر إلى حاتم بإعجاب أنه يقف أمام والدتها بتحدي ومن أجلها هل حقا هو يريد حل كل الأمور العالقه بينهم ولذلك قرر السفر حتى يكونوا بعيدا عن مشاكل القصر كان هو يشعر بالضيق من صمتها لكنه تركها على راحتها لا يريدها أن ټنهار من جديد أو تغضب ليصلوا إلى المنتجع وهناك لن يسمح لها بالصمت مره أخرى.. لكنها قررت كسر ذلك الصمت حين قالت هو أنت وقفت قدام ماما علشاني
نظر إليها باندهاش لكنه أجاب بهدوء وصدق علشانا إحنا الإتنين
أخذ نفس عميق وهو يقول بتفكير شاهيناز هانم فكرانا لسه الأطفال إللي بنقول حاضر ونعم وبس مش عارف ليه مش قادرة تشوف إننا كبرنا خلاص وأننا لازم نخرج من البرواز إللي مكتفانا فيه
ظلت صامته لعدة ثوان ثم قالت بشرود بس أنت مش بتحبني يا حاتم إيه إللي هيختلف في ده لما نسافر ونبعد عن القصر
نظر إليها پصدمة لكنه قال من بين أسنانه تعرفي يا سالي آني أكتشفت إنك مش بس مجرد عروسة حلاوه خيوطها كلها في إيد شاهيناز هانم لا يا حبيبتي أنت ما شاء الله غبية كمان.
جحظت عيونها پصدمة وتجمعت بها الدموع ليرفع إصبعه أمام وجهها وقال بأمر إياك ټعيطي وياريت تسكتي لحد ما نوصل وهناك هسمعك وهتسمعيني بس يارب تفهميني.
قال الأخيرة برجاء يشوبه الكثير من الحزن لتمسح هي تلك الدمعه التي سقطت فوق وجنتها سريعا وقالت بهمهمة لم يفهمها نفسي أفهمك وأفهم نفسي
بدأت ونس في تحضير طعام الإفطار مباشرة بعد أن تبادلت بعض الكلمات مع أديم الذي أعاد عليها إعتذاره مما قام به إبن عمه ووعدها بأن هذا لن يتكرر لتشعر بالخجل من كلماته وقالت بصوت رغم الخجل الواضح فيه إلا أنها كانت سعيدة وبشده يا باشمهندس حضرتك كده بتكسفني أوي محصلش حاجه خلاص وبعدين الأرزاق دي بتاعه ربنا
ليشعر أديم ببعض الضيق من كلماتها لكنه لم يظهر هذا وقال بهدوء بعد أن شعر ببعض