الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية ونس بقلم سارة مجدي

انت في الصفحة 28 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز


أن هذا المكان لم يعد مكانه كان يخنق روحه ورغم إنها من المفترض أن تكون آخر شخص يلجىء إليها إلا أنه لم يستطع فأخذ مفاتيح سيارته وهاتفه وغادر سريعا لم يكن يعي إلى أين سيذهب حتى وقف أمام البناية لم يفكر كثيرا وصعد إليها عله يجد معها بعض الراحه أو الهدوء عله يستطيع أن يغمض عينيه لبضع ساعات براحه
خرج من ذكرياته على صوتها القلق وهي تقول_ أديم أنت كويس

رفع حاجبيه وحرك كتفيه عدة مرات ثم أجلى صوته وقال_ أنا كويس بس القصر هناك بيتجهز علشان كتب كتاب أختي نرمين. ومش عارف أنام فقولت أجي أقعد هنا شوية
شعرت بالتوتر والقلق ومن داخل قلبها صوت يهمس بأنه ليس بخير لكنها قالت بأبتسامة مرتعشة_ مبارك ربنا يتمم لها على خير
ثم تراجعت خطوه للخلف وقالت بحزن فاليوم لن تستطيع أن تنام في سريرة ولن تستطيع أخذ منامته بين ذراعيها حتى تملىء صدرها برائحته_ طبعا ده بيتك وتيجي وقت ما تحب
نظرت في إتجاه المطبخ وقالت_ أنا هنام في المطبخ
ليقطب جبينه وهو يقول پغضب مكتوم فهو لم يعد يحتمل أي شيء_ مطبخ أيه إللي تنامي فيه ما في أوض
جوه
وخطى عدة خطوات حتى أصبح في منتصف الصالة ثم وقف ونظر إليها وقال بألم_ ليه غدرتي بيا يا ونس أنا كنت شايفك بر أمان كنت شايفك الراحه بعد كتير من التعب كنت شايفك البيت إللي مكنش ليا في يوم ليه غدرتي ليه لو تعرفي أنا محتاجك دلوقتي قد أيه لو تعرفي أنا مدمر من جوايا إزاي مكنتيش عملتي إللي أنت عملتيه ده أبدا ومهما قولتي من
مبررات هيفضل نفس السؤال ليه عملتي فيا كده أذيتك في أيه علشان تدبحيني بسکينه تلمه كده ليه
وظل سؤاله معلق في الهواء دون إجابه لكن دموعها كانت ټغرق وجهها وتجعلها تريد أن ترتمي بين ذراعيه تعتذر منه تتوسله أن يغفر لها ذنبها وخطيئتها لكنها تعلم جيدا أن ذلك الإعتذار لا يفيد بشيء ولن يغير من الآمر شيء بل بالعكس قد يفتح الچرح من جديد عندما أعطاها قلبه دون تردد وهي أخذته ووضعته أسفل قدميها ودعست عليه بحذائها دون مبالاه حتى أدمته ظل ينظر إليها والألم يتجلى على ملامحه بوضوح لكنه تركها ودلف إلى غرفته وأغلق الباب خلفه بالمفتاح وكأنه يريد أن يخبرها ألا تقترب 
ويبكي كطفل صغير تائه من أمه في مولد كبير مزدحم. ولا أمل له في أن يجدها أو يعود إلى بيته يوما ما حتى غلب النوم همه. وأغمضت عينيه رغم أنها لم تتوقف عن البكاء
وبالخارج كانت تجلس ونس على الأريكة هي الأخرى تبكي وكلماته تترد بداخل أذنها _ ليه غدرتي بيا يا ونس 
وظلت هي بينها وبين نفسها تكرر نفس السؤال. ليه ماذا أستفادت الأن. لا شهرة ولا مجد ولا ترند. والشرطة تبحث عنها. وخسړت القلب الكبير الملقب ب أديم الصواف لكن بماذا يفيد كثرة الأسئلة. وما حدث قد حدث. ولن يتغير شيء. وليس بيدها إعادة الزمن والتوقف قبل كل هذا. وظلت هي الأخرى تبكي حتى غلبها النوم على الأريكة. .
يشعر پغضب شديد أن ما قالته شاهيناز لأديم مؤلم ولا يتحمله أي رجل. وخاصه أنه قيل أمام الجميع أنها لم تهتم للفضيحه أو لچرح الكرامه
والرجوله التي سوف تسببه له. كم هي سيدة أنانية لا تفكر إلا بنفسها فقط. هل حفاظها على لقب عائلة الصواف يستحق كل هذا الألم التي سببته لنفسها ولبناتها ولأديم. لماذا أذا هو من أجل سالي مستعد أن يضحي بأسمه. وماله وعمره لماذا دائما المظاهر الخداعة
وحديث المجتمع عنا هو ما يفرق معنا أكثر ممن نحب حتى وأكثر من أنفسنا
دلفت سالي إلى الغرفة بعد أن أفتقدت وجودة بالأسفل. هي تعلم أنه لم يتركها إلا بعد أن أطمئن لصعود والدتها إلى الغرفة لكنها أصبحت تشتاق لوجوده. لا تشعر بالأمان إلا وهي ترى عينيه. وألا تريد أن تعرف هل نجحت في أختبار اليوم هل أحسنت التصرف خاصه بعد حديثها مع والدتها
ظلت واقفه في مكانها تتذكر ما حدث بعد أن أنهت حديثها مع دادة مجيدة. وأتفقا على كل شيء. أقتربت سالي من والدتها وقالت بهدوء_ مامي من فضلك إحنا محتاجين إننا نعمل كل حاجة على الأصول. نرمين تستحق ده. حضرتك فكري في الموضوع زي ما ديما بتفكري فيه أسم الصواف مش عايزين حد يتكلم علينا خصوصا بعد الأخبار إللى أتنشرت في الجرايد ومواقع التواصل.
نظرت إليها شاهيناز بعيون حزينه لكنها تحمل الكثير من الڠضب. ثم وقفت تنظر إليها وهي تقول_ أنا مبقاش عندي بنات. وعمري إللي ضاع. ضاع هدر. سراج خسرني كرامتي. وأنتو ضيعتوا كل تعبي ومكنتوش دوى لچروحي. أعملوا إللي أنتوا عايزينه ومتقلقوش أنا هكمل لكم الصورة ولأخر مرة. ومن بعد جواز نرمين مش عايزة أي حد منكم
_ بنت
قالتها نرمين ببعض السخرية لتقول سالي بتأكيد_ أيوة طبعا وأحلى بنوته في الدنيا
ثم دفعتها حتى تصعد إلى الأعلى وهي تقول_ يلا أطلعي بقى مسكاتك وأملي البانيو كده وأسترخي
أومأت بنعم وصعدت إلى غرفتها وحين ألتفتت إلى الخلف لم تجد حاتم فصعدت إلى غرفتها
عادت من ذكرياتها على لمسة يده لوجنتها وهو يقول_ مالك
يا حبيبتي
أبتسمت إبتسامة صغيرة وقالت بأستفهام_ أخد كام من عشرة النهاردة
_ 100 من عشرة. أنت النهاردة كنت الأخت الكبيرة إللي نرمين محتاجها. ودعمتي أديم إللي والدتك ظلمته بدون سبب.
أومأت
بنعم وهي تقول_ أنا خاېفة عليه جدا ومن ساعة ما دخل الأوضة مخرجش وبجد نفسي أروح أطمن عليه. بس مش عارفة هيبقى تصرف صح ولا لأ.
ربت على كتفها وهو يسير بجانبها حتى يجلسها على السرير وقال بعد عدة ثوان من التفكير_ سبيه لوحده وبكرة كلنا نطمن عليه
ثم دفعها برفق حتى تذهب إلى الحمام وقال برفق_ خدي دش سريع وتعالي نامي شوية علشان وراكي يوم طويل بكرة
أومأت بنعم ونفذت ما قاله بصمت وحين غادرت الحمام بهيئتها المهلكة دون أي مجهود منهتمددت جواره في السرير وهي تقول_ أنا حاسة بتعب جامد أوي في بطني يا حاتم تفتكر من الفول
احتواها بحنان وقال بمرح_ أكيد يا حبيبتي الفول ده قاهر للمعدة الرقيقة إللي زي معدتك إللي متعودة على الكرواسون والباتونساليه والخضار السوتيه.
كانت تنظر إليه بتكشيرة طفولية ليضحك وهو يقول من جديد_ معلش يا قلبي لو فضلت ټوجعك لحد الصبح نروح للدكتور ماشي
أومأت بنعم ثم قالت بصوت ناعس_ تصبح على خير
_ وأنت أهل الخير يا حبيبتي
أجابها وأغمض عينيه مستسلم لسلطان النوم رغم عقله المشغول بأديم
فتح عينيه بتثاقل وكأنه ينتزع نفسه من السعادة والراحه بين رائحتها والتي بسببها كانت هي بطلة أحلامه الوردية طوال الليل كان يتنعم بين ذراعيها بالحب والراحه والأمان والأن يفتح عينيه على الواقع المرير المؤلم أخد نفس عميق محمل برائحتها وأعتدل جالسا يفكر فيما سيقوم به اليوم عليه اليوم أن يقوم بواجبه نحو أخته وبعد ذلك سوف يبتعد تماما هو لم يعد له مكان هنا لا يريد تلك الحياة المليئه بالأكاذيب والخداع. لا يريد ما يذكره بمن هو ومن أين أتى أو يعايره أحد مره أخرى بوالدته الذي لا يعرف حتى أسمها. غادر السرير ومباشرة إلى الحمام أخذ حمام ساخن فتح الخزانه ليخرج طقم جديد يرتديه من الملابس التي تركها هنا ولم يأخذها معه إلى قصر الصواف .. صفف خصلات شعره ووضع العطر وظل ينظر إلى نفسه عبر المرآة لعدة ثوان ثم غادر الغرفة. كان قلبه يسابق خطواته حتى يراها ويا ليته لم يفعل وجدها نائمة على الأريكة بوضع غير مريح والدموع مازالت فوق وجنتيها وكأنها كانت تبكي
في نومها لم يعد يحتمل لا البقاء جوارها يريح قلبه ولا الإبتعاد عنها يهدء غضبه أطلق ساقيه للريح وغادر الشقه. غير منتبه إنها كانت تتابع خطواته المسرعه وتتمنى أن تتشبث بقدميه ترجوه ألا يرحل لكن لم يعد من حقها سوا الدموع فقط ولذلك هي أخذت القرار سوف تذهب اليوم إلى حفل الخطبه. وتعترف أمام الجميع بخطأها أغمضت عيونها
لعدة ثوان ثم فتحتها والإصرار والثقه مما أحقق أنتصار تاني معاكي قبل ما أحقق أنتصاري الكبير في الواقع
قامت سالي بالإعداد للحفل وعلى أكمل وجه بمفردها حتى أن أديم حين عاد إلى القصر وجدها تكتب الأسماء على الدعوات. وترسل بها الحرس الشخصي للقصر. حتى تصل الدعوات إلى أصحابها في وقت مبكر فيستطيعوا الإستعداد رفعت عيونها إليه حين قال _ تعبتي يا سالي
_ بالعكس أنا مبسوطة أوي وأنا بجهز فرح نرمين. مش قادرة أوصفلك يا أديم أحساسي خصوصا وأني بعمل كل حاجة بنفسي
أجابته بأبتسامة واسعه ثم رفعت يدها له ببعض الدعوات وقالت_ حاتم راح يوصل لفيصل الدعوات علشان لو عايز يبعت لحد وأنت شوف عايز تبعت
لمين دعوات
أخذ من يدها الدعوات وظل ينظر إليها لعدة ثوان ثم أبتسم بسخريه وهو يكتشف أن ليس له أحد يرسل له دعوة لكنه أخذ واحدة فقط وأعاد لها الباقي وكتب على الظرف. _ السيد همام يزيد المصري 
ومد يده بها لأحد الحرص وأخبره بعنوان قسم الشرطة وأمره بالذهاب مباشرة دون تأخير
عاد بعينيه إلى أخته التي يظهر على وجهها معالم الألم لكنها تحاول أخفاء الأمر فأقترب منها وهو يقول_ سالي مالك إنت تعبانه
رفعت عيونها له وقالت بألم_ بطني ۏجعاني أوي من أمبارح تقريبا معدتي مستحملتش الفول والطعمية
أبتسم لها بحب أخوي وقال_ هتصل بالصيدليه تبعت ليكي دوى حلو أوي هيريحك جدا
أومأت بنعم ليتركها وتحرك في إتجاه السلم لكنه وقف حين سمع همسها بالشكر لينظر إليها بحب وغمز لها بشقاوة ثم قال بأستفهام_ نرمين فين
_ في مركز التجميل. عروسة بقى
وها
هي نفذت ما قاله وتجاهلت ما حدث بالأمس وكأنه لم يحدث وساعدها في ذلك أعتكاف والدتها داخل غرفتها منذ الأمس وأنهت ما كنت تفعله وسلمت الدفعه الأخيرة من الدعوات للحارس وتحركت حتى ترى ما قامت به دادة مجيدة وباقي الفتايات حتى وصول منظمة الحفل. والتي لم تتأخر وباشرت في عملها بسرعة وأحتراف هي وكل فريق العمل. .
جلس حاتم أمام فيصل الذي يرتسم على وجهه إبتسامة بلهاء تملئها السعادة جعلته هو الأخر يبتسم وهو يقول_ أيه يا ابني مالك عامل كدة ليه
أخذ فيصل نفس عميق وقال بصدق_ إنت عارف الحلم إللي بيتحقق النهاردة ده بقالي كام سنه بحلمه 8سنين إنت قادر تفهم أنا حاسس بأيه دلوقتي
أبعد عينيه عنه ونظر إلى الفراغ وأكمل_ أول مرة شوفتها فيها كانت شبه الأطفال. أول يوم ليها في الجامعة. وماسكة في أيد أديم كأنه أبوها. وخاېفه
 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 34 صفحات