قصه كامله
الدموع التى تساقطت على وجهها
دى مش غلطتك لوحدك أنا غلطت أكتر منك ودلوقتى بدفع التمن أنا زى ما قولت انا مش جاية اعمللك مشاكل
الفصل الثانى عشر
Part 12
فى الصباح عبرت سيارة عمر بوابة الفيلا خرج من سيارته وصعد الدرج استقبلته سيدة فى العقد السادس من العمر بش وجهها لرؤيته قائله
حمدالله على السلامه يا باشمهندس عمر
الله يسلمك يا دادة أمينة أخبار صحتك ايه النهاردة
ردت وقد أسعدها سؤاله عن صحتها
بخير الحمد لله اتفضل والدتك مع والدك فى الجنينه منتظرينك
توجه عمر الى الحديقة الخلفية للفيلا وبمجرد أن رأته والدته هبت واقف وأقبلت عليه قائله
عمر حبيبى حمدالله على سلامتك يا ابنى
عانقها عمر وقبل رأسها قائلا
ثم وجه كلامه الي أبيه قائلا
صباح الخير يا بابا
صباح الخير يا ابنى حمدالله على سلامتك
الله يسلمك
نظرت اليها والدته وهى تملى عينيها برؤيته استغرب عمر نظراتها وقال
مالك يا أمى فى حاجه
قالت بشئ من التأثر
لا يا حبيبى بس وحشتنى أوى
ضحك عمر قائلا
انتى ايه حكايتك بالظبط مستقبلانى أكنى بقالى سنة غايب مش يوم وكمان مبطلتيش اتصالات بيا من امبارح هى دى أول مرة أسافر فيها يا ماما
نظرت كريمة الى زوجها بعتاب قائلة
يعني مش من حقى أقلق على جوزى وابنى لما يسافروا
قال زوجها وهو يحاول اغاظتها
لا من حقك طبعا بس انتى بتتصلى بيا كتير وأنا مسافر وبتقلقى أما ما أردش افرضى كنت مشغول ولا كانت معايا عميلة زى القمر يعني أسيبها وأرد عليكي ازاى
أوباااااااااااا لا يا بابا انت كدة دخلت فى الغميق
نظرت كريمة الى زوجها وقد نسيت ما كان يدور فى داخلها من قلق وقالت في مرح
سيبه يا عمر يقول اللى هو عايزه أنا عارفه ان مفيش ست فى الدنيا دى تملى عين باباك غيري أنا بس
ضحك كليهما وقال عمر
أحبك وانت واثق من نفسك يا كريمة يا قمر انت
طبعا مفيش واحده ست تملى عيني وحياتى وقلبي غيرك
قال
عمر فى مرح
احم من الواضح كدة انكوا عملتونى شجرة ناقص اتنين لمون وأطلع منها انا بقه
ضحك ثلاثتهم وقد سعد نور الدين لرؤية زوجته مبتسمه فى مرح بعدما قضت ليلتها فى قلق وتوتر بسببها حلمها
التف ثلاثتهم حول الطاوله وأحضرت لهم الخادمة عصير فريش وجه نور الدين حديثه الى ابنه قائلا
شعر عمر بالضيق فجأة بعدما كاد أن ينسي الهم الذى يعتمل فى صدره ورد قائلا
للأسف المحصول حالته صعب جدا اهمال فظيع محتاج مجهود جبار عشان نقدر ننقذ أى شئ منه
للدرجة دى
أيوة للأسف غلطتى انى فى الفترة الأخيرة أهملت المتابعة الدورية اللى كنت بعملها للمزرعة وللأسف وثقت فى الشخص الغلط مدير المزرعة طلع شخص لا يعتمد عليه أبدا
شاركتهم كريمة فى الحديث قائله
وناوى على ايه لازم المدير يتغير فورا وكمان متزعلش نفسك ان شاء الله حتى لو جزء من المحصول ضاع ان شاء الله السنة الجايه تعوض الخسارة دى
تنهد عمر فى حسره قائلا
للأسف يا ماما المحصول متباع أصلا متباع لشركة عصائر ومربي والفلوس قبضناها من زمان لأننا بنمضى تعاقد كل سنتين ودى السنة التانية
يعني ايه
يعني لو الكمية اللى اتفقنا عليها متسلمتش فى معادها أولا لازم نرد العربون كاملا ثانيا هندفع شرط جزائي كبير ده غير ان مش متوفر حاليا السيوله اللى مطلوبه دى كلها يعني الخسارة كبيرة فعلا
نظر اليه والده قائلا
وناوى على ايه دلوقتى يا عمر
زى ما ماما قالت أول حاجه هعملها هغير مدير المزرعة وأجيب مهندس زراعى بيفهم وأقدر أعتمد عليه
وانت ليه ما تتابعش الموضوع ده لحد ما الأزمه تعدى
أكيد هتابع يا بابا بس حضرتك عارف ان جوازى كمان أقل من شهرين يعني مش هبقى متفرغ كليا للمزرعة فمحتاج حد أثق فيه وأعتمد عليه
كرم
فعلا كلمت كرم فى الموضوع ده بس كرم بعيد عن الشغل العملى فى الزراعة من زمان ودلوقتى ملوش الا فى الإدارة وبس وأنا عايز حد خبره فى الشغل العملى
رد هاتف عمر وأخرجه من جيبه واتسعت ابتسامته عندما راى اسم المتصل هب واقفا وقال
عن اذنكوا
سار مبتعدا وهو يتحدث قائلا _
ألو تصدق انك واطى
ضحك المتصل بشده ورد قائلا
عارف
عارف ايه
ان أنا واطى وكل اللى انت عايز تقوله قوله
سنتين ما اعرفش عنك
حاجة يا أيمن انت بتستهبل بجد
معلش يا عمر لو عرفت اللى حصلى هتعذرنى بجد
لا مفيش أى اعذار مكنتش عشرة عمر دى يا ابنى
صدقنى والله لما تعرف ظروفى هتقول الواد ده جبل انه اتحمل كل ده
قال عمر فى قلق
خير يا أيمن قلقتنى
خير ان شاء الله عايز أقابلك مينفعش نتكلم كده فى التليفون
طبعا يا ابنى قولى انت فين ومسافة السكه وأكون عندك
لا خلينا بعد العصر لانى فى الشغل دلوقتى ايه رأيك نتغدى سوا
تمام يا باشا وهجيب الواد كرم معايا
كرم ېخرب بيته ازيه
ضحك عمر قائلا
زى ما هو
لسه
غتت ولسانه طويل
لا عقبال عندك طول أكتر
ضحك الصديقان وقد كان يبدو عليهما الاستمتاع بتلك المحادثة التى اشتاقا اليها
والله وحشتنى جدا الواد ده وانت كمان يا عمر
والله وانت يا ابنى ده أنا سألت عليك طوب الأرض ومعرفتش أوصلك حتى شقتك قالولى انك بعتها و رقمك ده على طول مقفول
أما أقابلك هحكيلك على كل حاجة
خلاص اتفقنا وأنا مش هسيبك
خلاص معادنا العصر ان شاء الله يلا سلام
ان شاء الله سلام
وقفت ريهام تنظر الى الجدول المعلق فى ردهة الكلية وهى تضم كتبها الى صدرها عندما شعرت بشخص يقف خلفها مباشرة التفتت لتجد شاب متوسط القامة نحيف يرتدى عوينات أخذ فى تعديلها وقد بدا عليه شئ من الإرتباك ظنت ريهام أنها تحجم الرؤية عنه وأنه يريد بدوره الإطلاع على مواعيد المحاضرات فنظرت الى الأرض ومرت بجواره وأفسحت له المجال وبعدما خطت بضع خطوات مبتعده وجدته ينادى من خلفها
يا آنسه يا آنسه لو سمحتى
نظرت الى الخلف وتوقفت مستفهمه عما يريده
ايوة فى حاجه
ازداد توتره وأعادت ضبط عويناته مرة أخرى وقال وقد بدا عليه الارتباك
أيوه لو سمحتى يعني احم احم أنا كنت عايز أعرف اسمك
نظرت اليه ريهام فى ڠضب وتركته وانصرفت قالت فى نفسها مچنون ده ولا بيستهبل ظل الشاب واقفا فى مكانه وعيناه تتابعانها فى صمت
دخل عمر مطبخ الفيلا والذى كانت تقف فيه والدته تعد شيئا ما وتأمر الخادمة بأن تأتى لها ببعض الأغراض من المبرد أقبل ناحيتها قائلا
بتعملى ايه يا ست الكل
نظرت اليه قائله فى ڠضب
بره يا عمر
طيب هقولك بس حاجة وهطلع فورا
تركت ما بيدها
والتفتت قائله
ها أفندم بسرعة مشغوله
هنعزم نانسي وأهلها امتى احنا أجلنا المعاد لأجل غير مسمى يعني محددناش معاد جديد
فكرت كريمة قليلا ثم قالت له
شوفهم مناسب ليهم بكرة ولا لأ
طيب تمام هشوف نانسي وأرد عليكي
خلاص اتفقنا
قالت ذلك ثم التفتت مرة أخرى لتكمل عملها الذى يبدو وأنه يأخذ كل تركيزها
هم عمر بالانصراف ولكنه تراجع وقال وعينه تلمع فى مرح
ماما انتى بتعملى ايه ممكن أعرف على الأقل الاسم العجيب اللى هتصدم لما أعرفه
التفتت اليه قائله
ولد
ما هو يا أمى بصراحه انتى بتختارى أكلات ليها أسماء عجيبه لما بتعجبنى حاجة مبعرفش أطلبها منك تانى دى أسماء محتاجه خريطه
التقطت المنشه الموضوعه على الطاولة وهمت بأن تضربه بها لكنه اسرع بالخروج من المطبخ وهو يضحك
انهمكت ريهام فى مطالعة أحد كتبها وهى جالسة فى كافتيريا الجامعة قالت لها صديقتها التى تجلس بجوارها
ريهام
همممم
فى واحد بيراقبك
رفعت عينيها من الكتاب ونظرت الى صديقتها قائله
بيراقبنى ازى يعني
معرفش منزلش عينه من عليكي
هو فين
فى الترابيزة اللي على يمينك
نظرت ريهام فوجدته نفس الشخص الذى سألها عن اسمها فى الصباح كان يجلس وينظر اليها فأشاحت بوجهها عنه قائله
سيبك منه ده عبيط
عبيط عبيط ازاى يعني
تصورى جه فجأة بيقولى ممكن أعرف اسمك
ضحكت صديقتها بصوت خاڤت قائله
آه جو ممكن نتعرف ده عارفاه بس دى كانت موضه وبطلت ده شكله قديم أوى
قديم ولا جديد ملناش فيه ويلا نقوم من هنا أحسن
نهضت الصديقتان وغادرتا الكافتيريا وعيون الشاب تتابعهما فى صمت
كان عمر يجلس فى الصالون منتظرا نانسي التى ذهبت والدتها لإيقاظها
من النوم تململ فى جلسته وبعد وقت طويل وجدها تنزل الدرج فى سرعه قائله
حبيبى وحشتنى أوى أوى
أحاطت عنقة بذراعيها وعانقته لف عمر يديها حولها قائلا
وانتى كمان يا حبيبتى وحشتيني أوى
أرجعت رأسها قليلا الى الوراء ونظرت فى عينيه قائله
لو كنت وحشتك مكنتش لغيت العزومه وسبتنى وسافرت
حبيبتى أنا شرحتلك سفرى كان مفاجئ وكان مهم
يعنى عايز تفهمنى ان كل الناس اللى شغالين عندك دول مفيش حد فيهم كان ينفع يسافر بدالك
مرر أصابعه فى خصلات شعرها الذهبية قائلا
لو كان ينفع حد غيري يسافر مكنتش أجلت العزومة وسافرت
أرجع رأسه قليلا الى الوراء وقال وقد ضاقت عيناه
وبعدين أنا سافرت يوم واحد بس عايزة تفهميني انى لحقت أوحشك يعني
قالت وهى تنظر له بعينين ناعستين
كل ثانية بتكون فيها بعيد عنى بتكون صعبة أوى عليا وبحس انك واحشنى أوى
اتسعت ابتسامة عمر قائلا
لا أنا مش أد كلامك ده
قالت له فى دلال
اعمل حسابك بعد كدة رجلى على رجلك أى مكان هتسافر فيه هتاخدنى معاك فاهم يا باشمهندس
عيون الباشمهندس خلاص السفريه الجاية هتكونى معايا ان شاء الله أنا اصلا هسافر تانى المزرعة وهاخدك معايا لانى نفسي تشوفيها أوى المزرعة دى كبرت على ايدي وليها مكان خاص فى قلبي عشان كدة عايز أخدك هناك أنا واثق انها هتعجبك أوى
قالت بسرعة
طالما عجباك يبقى هتعجبنى يا حبيبى
ابتسم عمر قم قال
قوليلى بأه مناسب بكرة للعزومة اللي اتأجلت دى نفسي انتى وماما تكونوا صحاب وتقربوا من بعض أكتر وكمان عايز أعرفك على عمتى وولادها انتى اتعرفتى عليهم بس يهمنى انكوا تكونوا قريبين من بعض
قالت وقد شعرت ببعض الضيق والضجر لكنها أخفت ذلك سريعا
اه طبعا يا حبيبى أهلك هما أهلى دلوقتى ومامتك زى مامى بالنسبه لى
اتسعت ابتسامة عمر وقد سعده ما قالت
خلاص اتفقى مع بابا وماما عشان منتظرينكوا بكرة ان شاء الله
اوك حبيبى
نظر عمر فى ساعته ثم قال
حبيبتى معلش أنا مضطر امشي دلوقتى
تظاهرت