الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قصه كامله

انت في الصفحة 18 من 78 صفحات

موقع أيام نيوز


يا طنط
طنط مين يا روح طنط أنا مش طنط
ازداد ارتباك ياسمين وشعرت بغصه فى حلقها وهى تقول 
آسفه قصدى يا ماما 
تركتها أم مصطفى لتغادر المطبخ وهى تنظر اليا شذرا
بعدما انصرف المهنئين من أهله دخلت غرفة المعيشة لتجد مصطفى جالسا على اللاب توب منهمكا فقالت له بنبره خافته 
انت قولت لطنط ايه
رفع رأسه وكأنه تفاجئ بوجودها ثم نظر الى اللاب توب مرة أخرى قائلا 

طنط مين 
قصدى ماما مامتك
ترك اللاب توب وهب مصطفى واقفا وقال پحده 
ااااااه بدأنا أمك قالت وأمك عادت بصى يا بنت الناس شغل الحموات الفاتنات ده ومشاكل الحريم اللى مبتخلصش أنا مليش فيه أنا راجل مش فاضى أمى دى تحطي جزمتها فوق راسك ومسمعكيش تشتكى منها أبدا أهو رسيتك على الدور من أولها يا بنت الناس مش عايز بأه أسمع كلمه تانية فى الموضوع ده
تجمعت الدموع فى عينيها لكنها تماسكت أمامه وقالت 
أنا ما قولتش حاجه أنا بس كان قصدى أقول 
لا تقولى ولا تعيدي أنا راجل البيت وأنا اللى أقول خلاص
عاود الجلوس مرة أخرى على الأريكة والټفت لللاب توب وقفت قليلا ثم انصرفت ودخلت غرفة النوم تجلس على الفراش وتفكر قالت لنفسها ايه يا ياسمين هى مش هتتظبط بأه هو من جهه ومامته من جهه أعمل ايه بس ياربى أنا لا بحب المشاكل ولا بطيقها يارب أنا مليش غيرك أصلح ما بيني وبين زوجى وأمه 
فى اليوم التالى أعدت ياسمين طعام الغداء وحاولت التنويع فى الأصناف وزينت الأطباق بطرق جميله وجذابه كانتياسمين تحاول التأقلم على حياتها الجديدة ومحاولة كسب زوجها الذى أصبح جنتها ونارها وضعت الطعام على السفرة مع لمساتها الرقيقه فى التزيين دخلت لتنادى كصطفى القابع خلف شاشة حاسوبه قالت بإبتسامه رقيقه 
مصطفى الغدا جاهز
نهض مصطفى والفت الإثنان حول طاولة الطعام نظر مصطفى الى الأطباق المرصوصه أمامه وقال بشئ من السخريه 
هو ده بأه اللى أخرك فى عمايل الغدا
ابتسمت ياسمين قائله 
كنت دايما بدخل على النت وبتعلم ازاى أزين الأطباق بالشكل ده وكنت بتمنى انى أطبق اللى اتعلمته فى بيتي أما أتجوز عجبك 
بدأ فى الأكل وقال والطعام فى فمه 
بصرحه مليش فى الجو ده يعني حاسس انه ملوش لازمه تعبتى نفسك على الفاضى كده كده الأكل هيتاكل سواق ذوقتيه كده او ماذوقتيهوش
صدمت ياسمين بكلامه وشعرت بالإحباط لكنها تذكرت عهدها مع نفسها بألا تدع اليأس يتغلب عليها ويتمكن منها تذكرت عزمها على انجاح زواجها وكسب
زوجها لتنال رضى ربها أمسكت ملعقتها وأخذت بتناول الطعم حانت منه التفاته اليها فتلاقت نظراتهما فشعرت بالخجل وأطرقت برأسها تنظرالى طبقها فقال مصطفى 
انتى على طول أكلك أكل عصافير كده لا أنا مبحبش النظام ده أنا مبحبش الست الرفيعه وشغل الرجيم والتنتفه فى الأكل أنا عايزك تملى شويه
قالت دون أن تنظر اليه 
أنا مش بعمل رجيم ولا حاجه أنا أكلى كده مش بعرف أكل كتير
لا تتعودى الست لازم تسمع كلام جوزها أما أقولك عايزك تتخنى يبقى لازام تتخنى يا اما هبص بره
وقعت كلماته كالصاعقة على رأسها ألا يكفيها ما تلاقيه منه منذ أول يوم لم تتخيل أبدا أنها ستسمع زوجها بعد ثلاثه أيام من زواجها يهددها بالنظر الى غيرها قد شعرت بشي من المهانه لكنها تماسكت قائله 
أصلا اللى انت بتقوله ده يغضب ربنا قبل ما يغضبنى
وحياة أبوكى بلاش فزلكه
قول لا اله الا الله
ليه بأه 
عشان حلفت بغير ربنا
قال مصطفى
بسخرية 
شكلى اتجوزت شيخه و أنا معرفش
قالت بهدوء 
لا شيخه ولا حاجه بس دى حاجه معروفة
قال مصطفى پغضب 
يعني أنا جاهل و مبفهمش 
ارتبكت قائله 
أنا ما قولتش كده
هب واقفا وصاح قائلا 
ولا تقدرى أصلا تفكرى تقولى كده شكلها هتبقى جوازه هم من أولها مش واكل اطفحى لوحدك
تركها وانصرف لم تشعر ياسمين الا والعبرات تتساقط على وجنتيها فى صمت
فى المساء أعدت كوب من الشاي رصت فى طبق صغير كيك وبسكويت أعدته بيدها وأقبلت على غرفة المعيشة تحتسب فى سرها أجر ارضاء زوجها وحسن التبعل له وضعت على المنضده بجوار الصنيه الصغيره فالټفت اليها قائلا 
تسلم ايدك
سرت ياسمين بداخلها واعتبرتها بداية مبشرة عاود النظر الى اللاب توب أمامه حاولت ياسمين فتح حوار معه قائله 
بتعمل ايه 
قال دون أن ينظر اليها 
عادى بكلم واحد صحبى
مش هتدوق الكيك أنا اللى عملاه 
الټفت وأخذ قطعه قطم منها ثم قال 
حلوة أوى تسلم ايدك
ابتسمت قائله 
بالهنا والشفا
ران الصمت عليها نظرت اليه وسألته فجأة 
مصطفى انت ليه اتجوزتنى 
الټفت اليها وقال فى دهشة 
يعني ايه ليه اتجوزتك
يعني ليه اتجوزتنى
الجواز بالنسبه لك بيمثل ايه 
أخذت رشقه من كوب الشاى الموضوع بجواره ثم قال 
الجواز يعني يبقى عندى بيت وزوجة وولاد
نظرت اليه قائله 
بس كده 
ضحك قائلا 
وهو في ايه غير كده 
كانت نانسي جالسه برفقه عمر بالمستشفى فلم تتركه طيلة الأيام الماضية تهتم به وتعمل على اراحته كان عمر مسرورا بهذا التغيير الذى طرأ عليها لكنه كان محتارا هل مۏت والدها هو السبب فى هذا التغيير هل تهتم لأمره فعلا هل تغيرت وتخلت عن استهتارها وعدم تحملها للمسؤليه هو يرى تصرفاتها وكلامها وكأنه يتحدث الى نانسي أخرى وكان سعيدا بهذا التغيير الا أنه كان يشعر بالريبة وعدم الطمأنينة فى اليوم الخامس بدأ عمر يشعر بالضجر من بقاءه حبيسا داخل هذه الجدران الأربعه فلم يعتاد المكوث هكذا بلا حراك وبلا شئ يفعله تحدث مع الطبيب الذى سمح له بالإنصراف مع اعطاءه تعليمات مشدده بالراحة والالتزام بالدواء فى موعده وصل الى الفيلا بصحبة والده ووالدته و كرم ونانسي و أيمن الذى حضر للإطمئنان على صحة صديقه تركهم عمر يتحدثون معا وطلب من نانسي اللحاق به فى مكتبه بالفيلا دخلتنانسي وهى تشعر بالقلق أغلق الباب ووقف أمامها ينظر اليها فى صمت قالت نانسي
خير يا عمر فى حاجة حصلت
ايوة
فى ايه طمني 
صمت قليلا وهو يراقب تعبيرات وجهها ثم قال بصوت هادئ 
الدكتور
قالى ان مستحيل دراعى يرجع طبيعي تانى وانى هعانى من شلل دائم 
اتسعت عينا نانسي وحاولت التماسك قائله 
بس انت قولتلى ان الدكتور قال غير كده
ايوة قالى انه اضطر يقول كده لاني كنت لسه خارج من العمليات ومحبش يصدمنى وخاف ده يأثر عليا فستني لحد ما أفوق من صدمة الحاډثه 
ابتلعت ريقها قائله 
وبعدين هتعمل ايه 
مش هعمل حاجه ده قضاء ربنا وأنا راضى بيه واساسا مفيش فى ايدى حاجه اعملها 
ثم أطرق برأسه وتنهد قائلا 
بس مش دى الحاجة الوحيدة اللى تعبانى
أمال فى ايه اكتر من كده 
المزرعة انتى عارفه المشاكل اللي كانت فيها للأسف يا نانسي الشركة اللى كنا متعاقدين معاها عرفت بمشكلة المحصول وطالبونا بفلوسهم وبالشرط الجزائي وخسړت خسارة كبيرة أوى
قالت بتوتر 
خسړت أد ايه يعني 
نسبة كبيرة من الأسهم بتاعتى فى الشركة اضطريت أبيعها ل كرم عشان ألاقى سيوله أدفعها للناس
طيب وكرم مش المفروض انه معاك فى الخسارة دى
لأ المزرعة بتاعتى مش بتاعة الشركة يعني ادارتها وأرباحها خاصيين بيا أنا كرم ملوش علاقه بيها وعشان كدة الخسارة عليا لوحدى
شعرت نانسي بالضيق الشديد لكنها انتبهت لنظرات عمر التى تتفرس فيها فرسمت ابتسامه بصعوبة على شفتيها قائله 
ولا يهمك يا حبيبى بكرة كل حاجه تتعوص وأهم حاجه اننا مع بعض
نظر لها بشك قائلا 
يعني مش هتسبيني رغم كل اللى قولتهولك خسارتى و اصاپة ايدي
لأ طبعا يا عمر مش هسيبك
اتسعت ابتسامة عمر قائلا 
طمنتيتى كنت خاېف أوى
انا تقولت لوالدك ووالدتك على اللى حصل
لأ لسه ما قولتلهمش اللى يعرف بس أيمن و كرم 
طيب يا حبيبى يلا نخرج عشان زمانهم منتظرينا بره 
خرجا الاثنان وفى داخل نانسي ڠضب هادر التف الجميع حول طاولة الطعام كانت نانسي شارده واجمة لكنها حاولت التظاهر بالإندماج معهم فى الحديث بعد العشاء وجدت أيمن يقف خارج الفيلا يتحدث فى هاتفه وبعدما انهى حديثه الټفت ليعود الى الداخل لكنه وجد نانسي خلفه تبتسم اليه قائله 
ازى خطيبتك أخبارها ايه
كويسة الحمد لله
مش ناوى تعرفنا بيها ولا ايه
اكيد طبعا فى اقرب وقت ان شاء الله
صمتت قليلا ثم قالت 
زمانك أكيد مضايق دلوقتى من اللى حصل
فسألها أيمن مستفهما 
ايه اللى حصل 
نظرت اليه نانسي تراقب ردود أفعاله قائله 
المزرعة بتاعة عمر
كان لديها شك بأن عمر ېكذب عليها وأرادت التأكد سادت لحظة صمت تنهد أيمن بحسره ثم أطرق برأسه قائله 
قدر الله وما شاء فعل عمر ميستهلش الخسارة بس أكيد ربنا بيحبه وهيعوضه باللى أحسن منها 
قالت بإندهاش 
بيحبه ليه عشان خسر
خساره كبيره
نظر اليها أيمن فى صمت ثم قطعه قائلا 
بكرة تعرفى ربنا بيحبه ليه
ثم تركها مندهشه تفكر فيها قال ودلف داخل الفيلا
أعدت ياسمين حقيبة مصطفى بعناية فائقه أرادت أن يشعر بالإختلاف بعدما دخلت حياته أغلقت الحقيبة ووضعتها بجوار الباب أنتهى من ارتداء ملابسه وصفف شعره ابتسمت له قائله 
تروح وترجع بالسلامة
ان شاء الله انا هغير معاد اجازتى الجاى يعني بدل ما هغيب 3 اسابيع هغيب شهر تمام كده المعاد مناسي يا مدام
شعرت ياسمين بالخجل وأطرقت رأسها توجه الى الباب وحمل حقيبته وقال 
متفتحيش لحد متعرفيهوش وخلى بالك من الغاز اقفليه كويس قبل ما تنامى
حاضر بس كنت عايزة أطلب منك طلب يا مصطفى
خير 
بما انك يعني هتغيب شهر وأنا هنا اعده لوحدى فلو سمحت ممكن أروح أعد عند بابا 
الټفت اليها قائله پحده 
ليه تعدى عند أبوكى ملكيش بيت 
لأ ليا بس انت هتغيب شهر
ولو حتى لو هغيب سنه تفضلى اعده في البيت 
بس انا هستفاد ايه لما اعد فى البيت لوحدى 
تستفادى انى عايز كده انا مسمحش مراتى تتنطط فى كل بيت شوية اركزى فى بيتك يا اما تروحى تعدى عند امى
قالت ياسمين وهى تشعر بالضيق 
انا مش هرتاح عند طنط قصدى ماما مش هبقى واخده ارحتى هناك عشان باباك
خلاص يبقى تعدى فى بيتك واختك وابوكى عايزين ييجى يزوروكى اهل وسهلا لكن انتى تروحى هناك وانا مسافر لأ
نظر اليها ثم قال 
سعمتى
شعرت بالڠضب لكنها كبحت جماح نفسها وقالت 
سمعت
يلا سلام
مع السلامة
أغلقت الباب وأغمضت عينيها وتنهدت بحسرة 
مر الشهر عليها ببطء شديد كانت ريهام تأتيها يوميا بعدما تنهى كليتها تجلس معها ساعة أو اثنتين ثم تنصرف لتتركها وحيده حزينة حبيسه تلك الجدران التى مازالت تراها غريبه عنها ولا تستطيع أن تألفها وتعتادها لا يسليها الا زيارات سماح و
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 78 صفحات