قصه مشوقه
بس والله فاتتك القاعدة
كانت شهد تضحك في بلاهة..
اما جو فقد اصابه الضيق اكثر فهناك نبرة حميمة في حديث حمادة..يتحدث عنها و كانها صديقته المقربة..يسخر منها و هي لا تهتم..بل تضحك و كانهم اقرب الاقرباء..ثم لم تجلس بقربه بهذه الدرجة. و ما قصة ضربه علي كتفه كل ثانيتتين هل صاروا اصدقاء الطفولة علي حين فجأة!
.
جووانت ليه كنتي قاعدة عل الباب يا شهد
حمادةلا يا شوشو..بعد كده كل ما تزهقي هاجي اسليكي..
جو بحزمقوم ياحمادة روح..الوقت اتأخر..
حمادة وهو ينهضاهو ده اللي بناخده منك امارة و بس..مفيش شكرا يا حمادة عشان سليت المزة! ده وشها نور من كتر الضحك
ركل جو ركلة في الهواء نحو حمادة قائلا بغيظغور ياد..يا.. ولم يكمل بينما حمادة جري مبتعدا و هو يضحك قائلاسلام يا شوشو
ابتسمت و هي تنظر لجو لتري ان كانت اضحكته دعابتها الاخيرة ولكنه كان عابسا..
اخافها عبوسه فقامت الي الداخل اتقاء لشره..
صاح بها تعالي هنا ..لمي ياختي مطرح السهرة.. تدخل جوا وتتفك و تتنضف قبل ما تنامي! ثم تعالي هنا مين سمحلك تعدي كده علي الباب و كمان تجيبي حمادة يسليكي
لم يكن لديه ردا..
فقال بغيظ قبل ان يدخل و يتركهاعايز الشيشة تبرق!
القي بنفسه علي السرير بيأس.. ماذا عساه ان يفعل معها!.. ان خرجت بمفردها.. جلبت المصائب.. وان خرجت معه..جلبت الولهانين الطامعين.. وان بقيت بالبيت.. اتت بحمادة يسليها!! كان منظرهم معا مثيرا للحفيظة.. لم يصل هو نفسه معها لهذه الدرجة من الحميمية و رفع التكليف.. شوشو!! هل حقا دعاها شوشو!! و يل لك يا حمادة الكلب!
جوكلتي
وقفت شهد تنظر اليه حاملة الشيشة بيدها وتحاول التذكراه.. حمادة كان جايب سندوتشات سجق و كبده
اشاح بوجه عنها ..و قد زاد عبوسه..
وقفت لبضع ثاون بظهرها اليه تستجمع شجاعتها ثم التفتف اليه لتقول علي فكرة بقي انا مينفعش اعد كده تاني
شهد و قد اغاظها انه لم يفهم ما تعني فعادت تقولانا بقول مينفعش اقعد كده معملش حاجة.. مين قالك اصلا ان قعدتي برة لوحدي و لا حتي مع حمادة تريحني.... انا لازم اشتغل..مقدرش
اعد كده!
تهللت اسارير شهد و لكنها صدمت بقوله البيت زي الطين.. همتك بقي..ورينا.. عايزه بعد كده ولا البيوت اللي بتطلع في اعلانات التلفزيون بيلمع كده و منور
فقالت شهد پغضب معرفش.. معرفش يا جو.. مش شغلتي و مليش فيها!
جو امال البرنسيسة عايزة تعمل ايه
شهد محاولة ان تكون هادئةمش هقولك عطا عشان متهبش فيا..خلاص بلاش.. ارجع بقي شغلي الاصلي.. اقلب عيشي..و مش هعرض عليك حتة من السبوبة عشان فهمت خلاص انك مكلش فيه..بس هقولك اني مش هكلفك نكلة في عيشتي عندك.. وتبقي كسبت فيا ثواب .. سبتني اكسب و احوش..
جو ساخرا طب معلش كلميني اكتر عن عيشك.. بتقلبيه ازاي يا تري
شهد عادي يا جو..بس رق... خلاص ارتحت لما قلتهالك صراحة !! اللي ربنا بيسهله.. بخلصه! انا بسألك انت جارد ازاي ولا بتعمل ايه كل و احد عنده اسرار شغله
جوانا عمر ما شفت ح رامية بتذكر ربنا في كل جملة كده.. بذمة ابوكي مش مكسوفة و انت بتقولي اس رق و ربنا في جملة و احدة!
شهد انت هتخش بيني و بين ربنا كمان!!!!.. هو االوحيد الي عالم بحالي و بنيتي.. وبعدين لما انت عارف ربنا اوي كده يا خويا كان ايه اللي مشغلك مع الخ واجة!! و لا هو حرام عليا و حلال عليك.. بقولك ايه انت مش احسن مني.. زي ما انا بسرق انت بتحمي اللي بيسرقوا.. خليك بقي في حالك.. و سيبني اشوف حالي الله يكرمك
جو و قد قرر ان يتماشي مع تحويل دفة الحوار حيث انه لم يجد ردا لديه علي ما قالته للتو فقال ردا علي اخر كلمة فقط متجاهلا بقية الحديث شهد! اصحي بقي.. انتي بمالك بحالك اللي عايزاني اسيبك تشوفيه ده ..كلكوا كده علي بعض ملكي! و انا اللي اتصرف في ملكي بمزاجي! شغل حوش وح رامية و س رقة مش هيحصل و انسيه يا شهد! و مش عايز صداع تاني!
شهد بحماس طب انا مستعدة ارجع للمطبخ عند عطا..اهو ابقي مع سمر و اوشوف ناس
جو ضاغطا علي حروفه لأ! عطا لأ!
شهد في محاولة للايضاح بقولك في المطبخ مش رقص..
جو مقاطعاعطا لأ.. مش عايزك تهوبي هناك اصلا.. مش ناقص وحياة ابوكي بلاوي تتحدف عليا
شهد في عدم فهم بلاوي ايه!!
لم يرد جو بل اكتفي بتحرك رأسه نافيا قاطعا..
ثم قال بعدها وبعدين ماهو هناك شغل مطبخ و غسيل صحون و مسح.. اشمعني! متشتغلي هنا اهه
شهد باشمئزاز وهي تدير رأسها في المكان هناايه! عند عطا علي الاقل بقبض.. و بتونس بالناس!
جو انا مش مصدق الصداع.. كان المفروض ينزل معاكي في العرض شريط مسكن! لأ يا شهد مش هتروحي عند عطا تاني..ونرجع تاني لزفت بص و هباب غمز.. وزوزو قالت و فلانة نصحت
شهد بغيظمحسسني اني مراتك مثلا و بتغير عليا.. تعالي شوف عندنا في المنطقة كانوا بيشتروا البنات و يسرحوهم..
جو باستكار شديد اغير عليكي ايه يا بت! انتي او غيرك.. اللي يبص لحاجة تخصني اقلعله عينه.. وبعدين اللي بتحكي عنهم دول عندكوا هناك.. انسي بقي المنطقة العرة اللي جاية منها دي..مفيش كده هنا ..نضفي راسك دي بقي شوية!
شهدطب خلاص شفلي حل! مقدرش اعد كده لوحدي كل ليلة بدون ماعمل حاجة.. حتي القاعدة علي الباب مش راضي!طب ده لولا حمادة كان جرالي حاجة من الزهق
جو بغيظ هو مش حمادة ده كان سيس و قليل الحيا و مابطيقيهوش!
شهد وقد استشعرت ان الامر يضايقه لا بس عسل.. وبصراحة انا كنت ظالماه.. كان عندك حق اما قلت انه بيحب الهزار.. انا اصلي ميدخلش قلبي قد الناس اللي تعرف تضحكني
جوربنا يرزقك ببهلوان
شهد متحاولش تهزر.. تدمك تقيل
نظر اليها بسخافة و قال لا وانا هاجي ايه بعد حمادة..
شهد متمعنة في المزاح علي جو فعلا.. كان ممكن اضحك لو مكنتش قضيت ليلة بحالها قاعدة معاه..بس بعد حمادة صعب..ممكن لو كنت جيت قبلها كنت ضحكت.. و لو انك مينفعش تضحك اصلا.. انت تخوف ..ټرعب.. حاجات من النوع ده
علي قدر ما اغاظه حديثها عن حمادة علي قدر ما راقه اسلوبها في الحديث الان ..حيث كفت عن ازعاجه بمواضيع مؤرقة و تغلل
الي نبرتها بعض الدلال و هي تسخر منه.. كانت مثل الاطفال تسخر منه في سذاجة وتغيظه.. كان الامر يمتعها بشدة..
فقاليا حبيبتي انا بدي لكل و احد اللي يستاهله..ايه اللي يخليني اهزر و اضحك مع و احدة رخمة و مزعجة زيك.. لكن روحي اسألي.. مليون بنت بټموت في قعدتي .. وتمتني اهزر معاها
صاحت شهد في ملل يييييه.. قرفتي بالمليون بنت!! طب معلش بأة انا بالمليون بت دول كلهم.. قالتها بتفاخر و دلال..
جو وهو ينظر اليها باعجاب شديد و لكن كلماته خرجت ساخرة ده علي اساس ايه بقي!
شهد في تعال في اي واحدة منهم الدنيا اتقلبت عشانها اكتر من مرة عند عطا و هي مبقلهاش شغالة اسبوع!!
جوده من خبتك!
شهد متجاهلة رده طب في اي واحدة منهم لمت فلوس زي مانا لمېت
جويا حبيبتي المليون دول مافيهومش اصلا ولا واحدة بتشتغل رقاصة..
شهد انا مش رقاصة!
جوطبعا مش رقاصة.. انت ملك جو!.. مينفعش تكوني رقاصة! انت كنتي يا رقاصة و انا خليتك تعتزلي
شهد مش هرد عليك علي فكرة.. طب خد دي بقي عندك.. في اي واحدة منهم انت اشترتها!
جوفي دي عندك حق.. انا مشترتش غيرك
شهد ليه بقي مشترتش منهم عشان همة ميستاهلوش.. و لا انت الي ماتطولش!!! ها ها زنقتك!
ابتسم باعجاب و هو يراها تهلل في سعادة لانها انتصرت عليه في الحوار ووضعته في ركن فإما يقول عن نفسه انه لا يرقي لشراء اي فتاة اخري او يقول عن اي فتاة اخري لا تستحق الشراء..و في الحالتين يجعل ذلك شهد الافضل.. كانت لعبة طفولية ممتعة .. ليس لشيء سوي رؤية شهد تبتسم في سعادة..
قال جو ببرود بينما عينيه يقفز منهما الانجذاب الشديد لهاانا مشترتش غيريك عشان كيفي كده! و اشار الي رأسه..
شهد معترضة في حماسايوة قول بقي اي كلام.. اي فتي بقي.. عشان مش لاقي رد .. هاهاها
لم يجب بل ظل يحدق بها و علي شفتيه نصف ابتسامة جانبية.. كان يمسك نفسه عن اخبارها بمدي جمالها و هي تضحك.. ظل يعبث بمطفأة السچائر و يقلبها بين يديه في توتر..
احست شهد انه الان قد يتقبل منها اي شيء فاقتربت منه و هو جالسا علي الس رير و قالت بدلال طب وحياة المليون بت بتوعك دول.. متسيبنيش اعد لوحدي كده! خليك حلو..
لم يقدر فمه علي نطق شيء سويماشي
تقافزت شهد و امسكت بذراعه في مرح و قالت والنعمة انت اجدع و احد في الدنيا..
ادرك ما فعل للتو فعاد و قال متفرحيش او ي كده.. مش اي حاجة هتتعمل..سيني انام دلوقتي و بكرة اقولك
تركت ذراعه وقالت بقليل من الاحباططيب! كل اللي منك حلو.. تصبح علي خير..
وذهبت و تكومت في فرشتها علي الارض..قال بهدوء يخفي اضطراب و مشاعر حارة وانتي من اهله
فجاة رفعت رأسها و سألت هي زوزو كانت هناك!
جو لأ مجاتش..اشمعني
ابتسمت شهد في رضا وقالت عادي بسأل..
ثم وضت رأسها علي وسادتها مرة اخري واغمضت عينيها..
ولاول مرة بقي يتابعها.. كان دائما يعطيها ظهره و يتركها تتعامل علي حريتها.. و لكن الان رغب بشدة ان يملي نظره برؤياها الي اخر لحظة..حتي عندما استلقي علي السرير ووضع رأسه علي الوسادة ظل ينظر اليها ..كانت مازالت في تسقط في النوم و جفونها تغمض و تعود للفتح كل بضع ثوان.. فوجيء بها تبتسم له لما التقت عيناهما عندما فتحتهما للمرة الاخيرة ثم اغمضت ..و بدي واضحا انها راحت في النوم.. ابتسم بدوره واغمض عينه و نام هو الاخر..
هذه المرة لم يكن كابوسا.. كان حلما..لم تري احلاما سعيدة كثيرة