الأحد 24 نوفمبر 2024

قصه مشوقه بقلم منه فوزي

انت في الصفحة 10 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز


ان تخرج من المطبخ.. اكيد من اخبره هو احدي الفتاتين..لقد كانتا تتفحصانها بدقة.. او ربما احد الجالسين معها الان .. هل سيسلمها جو هم اصدقاء منذ زمن.. لم ظنت ان ولائه قد يكون لها بأي حال من الاحوال.. ولكنه ذكر انه لا يطيقه.. كما انه اظهر معها رجولة عجيبة.. ولكن لما ابتعد بالهاتف ماذا يريد ان يخفي عنها لن تدع اي مجال للشك .. الموقف لا يحتمل اي مجازفة.. قامت بسرعة من علي الطاولة دون ان يراها جو وتوجهت بخفة و سرعة الي حقيبتها و اخذتها و رحلت من المكان.. يجب ان تبحث عن مخبأ اخر حتي يعود الريس عبود..

خرجت الي الشارع في الظلام تجري يملائها الخۏف.. هل الخۏف ما يملائها ام احساس اخر! ..خسارة يا جو.. خسارة ..
الفصل السادس. 
وقف يوسف بجوار الخواجة و كله اذان صاغية لتلك المكالمة المريبة و كان هذا ما سمعه..
الخواجة باقتضاب و برود اهلا يا معلم. ..انا تمام.. اطلب.. بنت! مكلمني يا مرعي عشان بنت! ... مممم ..... ممم ... خلص يا مرعي فهمنا انها مهمة بالنسبالك.. المطلوب .... شوف يا معلم مخبيش عليك الدنيا عندنا اليومين دول فيها لبش.. بس و عد مني انا هخلي الموضوع في دماغي.. انت برضه ياما خدمتني.. خد جو معاك قله كل حاجة عنها .. سلام
اخذ جو الهاتف وما بداخله يختلف تماما عن الامبلاة التي تبدو عليه
وضع الهاتف علي اذنه ليسمع صوت المعلم مرعي يحدث عدوي قائلا جو ايه ده اللي هكلمه!! خد انت فهمه كل حاجة.. وابقي قولي عملت ايه..
اخذ الهاتف يوسف و ابتعد مشيرا للخواجة بالابهام ان كله تمام ثم جاءه صوت عدويايوة يا جو..
جو ايوة يا نيلة.. انتوا لسة في الهيافة دي.. برضه بتدورا علي البت اياها.. حتي معلمك هايف زيك
عدوي وكانه لم يسمع السباب اسمع هديك اوصافها.. هي قلة كدة شوية و شعرها غامق و ...... 
كان جو متظاهرا بالاستماع بينما كان يبحث بعينه عن شهد في المكان فقد اندهش عندما نظر الي الطاولة و لم يجدها..
هي حلوة اوي .. يعني شكلها ملفت.. و جسمها..
دار بعينية في كل الاتجاهات.. اين انت يا شهد
هي يوم ما طفشت كانت لابسة جاكتة رمادي.. بس ممكن تكون غيرت.. وكان معاها شنطة كده و..
توجه للطاولة و اشار لاحدهم متسألا عنها.. فرد عليه بانها اختفت فجأة.. اين انت يا شهد
هي تبان غلبانة خلي بالك ..بس هي شرسة اوي.. انت شف دراعي
توجه للمطبح و مازال الهاتف علي اذنه و عدوي مستمر في الحديث فتح الباب ليجد سمر مبتسمة في بلاهة و مندو و الطاهي.. و لكن لا وجود لشهد.. اين انت يا شهد
هي شكاكة جدا ومبتأمنش لأي حد..لو لقيتها خلي بالك علي حاجتك دي بنت حرامية.
وقف امام الحمام لبرهة و لكن خرجت منه فتاة تاركة الباب مفتوح و لا احد بالداخل.. اين شهد
اوعي لما تشوفها..تطمع فيها لنفسك..دي تطير فيها رقاب!
اين انت يا شهد!!
جو فجأة اقفل يا عدوي!
عدوي انت مستهتر
بكلامي عشان بس متعرفهاش.. لما تشوفها هتعرف انا ليه هتججن عشان مش لاقيها..
جو بعصبية
خلاص ..عرفت! اقفل بأة
واغلق الخط.. خرجت منه تلك الكلمات العصبية التلقائية تحمل معني حرفي مختلف عن ما وصل لفهم لعدوي..
قام بسؤال اكثر من شخص عليها و كانت الاجابة بالنفي .. فكر في انها قد تكون عادت للمنزل فانتظر علي ڼار حتي قرر الخاوجة ان يرحل ثم توجه للبيت سريعا بعد ان امن الخواجة لمنزله ولكن لم يجدها.. اين ذهبت لولا ان عدوي كان معه علي الهاتف بيدلل عليها لتأكد انه تمكن من العثور عليها و اعادها ..
جلس يفكر.. حسنا هي ليست مع عدوي.. هذا في حد ذاته جيد.. ولقد اوكل الخواجة مهمة البحث عنها بناء علي طلب المعلم مرعي له هو شخصيا و هذا ايضا ممتاز.. فهي ليست في خطړ محدق في هذه اللحظة.. ولكن مازال السؤال اين ذهبت و هل من المنطقي ان تذهب بدوان اي مقدمات او حتي وداع! طب كلمة شكر..
شعر انه متوتر ازيد من اللازم و انه يجيب عليه الهدوء.. فلتذهب اينما ارادت.. ما شأنه بها لربما ذهبت مع احدهم فهو لا يعرف عن حياتها شيئا..ثم انها حتي الان لم تكن سوي عبء عليه و مصدر لاهلائه عن اكل عيشه .. لربما كان رحيلها من ترتيبات القدر للرفق بحاله.. يجب الا يقلق نفسه بشأنها.. فهي كما قال عدوي شرسة و قادرة علي حماية نفسها..
ان ثوي يناديها.. الټفت في توجس لتجد صاحبة الصوت هي زوزو..
زوزو رايحة فين يا شهد 
شهد مروحة..
زوزو مروحة فين دا بيت جو عدي من زمان ولا انت سبتي البيت عنده.. سألت السؤال الاخير بلهفة..
صمتت شهد تفكر فقد ترآءت لديها خطة و قررت استغلال الموقف..
لمعت عينا زوزو لقد التقطت الطعم طب و هتروحي فين
شهد مخبيش عليكي مش عارفة.. بس اوعي تجبيله سيرة.. اصلي بصراحة مش عاجبني شغالنة المطبخ دي كمان مش عارفة اخد راحتي عنده..بس في نفس الوقت جمايله مغرقاني و مش عايزة ازعله..فقلت امشي من سكات.. امانة عليكي.. اوعي تقوليله انك قابلتيني..سلام و همت بالسير
امسكتها زوزو من زراعها وقالت بسرعة لأ طب استني بس هتعدي فين يا بنتي بس..كده هيضيق بيكي الحال و تضطري ترجعيله تاني.. صمتت لبرهة ثم قالت متيجي عندي..
شهد ببؤس وقد وصلت لمبتاغاها اخيرا مش عايزة اتقل عليكي انتي كمان..
زوزو تتقلي علي مين يا عبيطة..دانتي حتي و شك حلو عليا دانا رايحة اقابل واحد هيسلمني مفتاح اوضتي 
زوزو متقوليش كده.. انت اصلك ډخلتي قلبي من ساعة ماشفتك.. تعالي معايا نعدي علي الراجل و نروح 
زوزووهي تعني كل حرف عيب عليكي هو انا عبيطة..
سارت الفتاتان معا تبتسمان في ارتياح فقد حققت كل منهما هدفها من الاخري.
في اليوم التالي بالفعل ذهبت شهد مع زوزو بعد ان استأجرت سيارة نصف نقل و قاماتا بنقل اغراض زوزو الي الحجرة الجديدة لا تختلف عن بيت يوسف كثيرا الا انها فوق سطح مبني صغير. و بعد ان رتبن الاشياء جلستا تستريحان..
زوزو انا عندي شغل بالليل عند عطا..هتعملي انتي ايه
شهد مش قلتي هتشغليني معاكي هناك
زوزو محذرة لأ .. دلوقتي حاجة تانية.. جو هناك علطول و هيشوفك
شهد اه فاتتني دي.. طيب حيث كده وريا كام مصلحة كده ..
زوزو طيب البيت بيتك .. عندك غدا اهه علي الترابيزة.. و انا هلبس و انزل عندي كام مشوار قبل ما اروح لعطا
و بعد ان خرجت زوزو اكلت شهد ب شراهة ثم ارتدت من حقيبتها زي الامس و اخذت الحقيبة وخرجت.. خرجت من الشارع و خرجت من المنطقة لقد ابتعدت جدا.. و صلت لطريق سريع غير مأهول الي حد كبير.. ووقفت.. هذا كل ما فعلته.. وقفت.. تمر بها السيارات مسرعة..
ها هو الزبون الاول.. اقترب منها بسيارته الفخمة سار ببطء ثم توقف
و بلفعل ما ان ترجلت من السيارة حتي انطلق الزبون بسرعة البرق..
وهكذا استمرت.. الزبون الثاني فالثالث.. كانت واثقة من اعين بعض الرجال الفارغة التي ستعيدها للبيت غانمة رابحة. . ولكنها لا يجب ان تبقي في نفس المكان كثيرا فالذين يهربون قد يعودون بالشرطة ان كانت لديهم الشجاعة الكافية للتصريح بما كانوا ينتون فعله قبل ان تتم سرقتهم..
اقترب منها شخص بسيارة قديمة بالية يبدو عليه القحط و نادها مثل الذين سبقوه.. اقتربت منه شهد بسرعة و اشهرت السکين قبل ان تتحدث امشي من هنا ياد بدل ما اشرحك.. انت لاقي تاكل.. وفر فلوسك اللي كنت ناوي تبعزئها دي وروح اكل بيها عيالك ولا امك....جتك القرف كحيان و بتوقف للبنات!!
وقفت تتابعه و هو بنطلق بعد ان صدم من تصرفها.. تذكرت يوم ان قامت وهي صغيرة بنشل احد الموظفين في الحافلة ثم رات الموظف يبكي بعدها بحړقة و يحكي للمواسيين له عن قائمة الاحتياجات التي كان سيصرف فيها المرتب المسروق..اثر بها بكأه بشده واحرقتها دموعه فما كان منها الا ان لعبت دور الطفلة البريئة التي عثرت علي المحفظة اسفل
احد الكراسي و اعادتها للرجل الذي فرح لدرجة انه قبلها و اعطاها كل الحلوي التي كانت معه وقد كان ابتاعها ككل اول شهر بعد القبض لاولاده.. يومها لاقت الويل من المعلم مرعي علي هذا التصرف الاحمق و ولكنها قررت بعدها انها لن تسرق اي فقيرا ابدا و ليس علي المعلم مرعي ان يعلم بذلك.. وقد تبنت هذا المبدأ لاعوام مضت كثيرة.. وصارت تكثف جهودها مع لديهم فائض من الخيرات.. وال الان مازالت تذكر دموع الرجل و قبلته الحانية علي جبينها و طعم الحلوي الرائع..
عادت شهد لمنطقة الريس عبود محملة بغنيمة اليوم تحركت بسرعة الي ان وصلت لبيت زوزو استبدلت ملابسها و افترشت الارض و ضعت السکين بجوارها واخرجت النقود لتقوم بعدها.. حصيلة ليست سيئة علي الاطلاق.. والاهم ان لن يأخذ منها احد مليما.. ستحتفظ بكل المبلغ لنفسها.. سوف تشتري ملابس واشياء جديدة ابتسمت في سعادة و خبأت النقود حاولت ان تنام و لكنها لم تستطع.. تذكرت نومها الهانيء في بيت جو.. تحسرت عليه.. ولكنها تدرك ان هكذا هي افضل حالا.. شهد ستعود لامجادها.. وبيت جو كان محطة في اول الطريق..
عندما التقت زوزو بيوسف عند عطا سألته عن شهد لكي تبعد اي تفكير ناحيتها و لتختبر رد فعله بالفعل لم يعجبها رده وهو في غاية الضيقمتجبليش سيرتها بقي.. البت طفشت..و الموضوع ده خانقني
زوزو وايه يعني ما فستين داهية
جو انا خاېف عيلها يا زوزو مهما كان دي لوحدها.. ملهاش حد
زوزو طب مانا لوحدي ومليش حد اشمعني مبتقلقش عليا!
جو انتي ميتخفش عليكي يا زوزو
زوزو وهي كمان يا خويا ميتخافش عليها.. انت اللي علي نياتك و فاكرها غلبانة.. انما اسألني انا.. مايعرفش البنات غير البنات.. دي ساهية ووراها دايها.. كويس اللي ربنا بعدها عنك.. انا مكنتش مستريحالها..
جو و قد ادرك انه لا لزوم لمواصلة الحديث بعد هذه النقطة فمن الواضح ان زوزو الان واقعة تحت تأثير غيرة وحقد شديدين و كل ما ستقوله هو كلام نسوان فارغ عن شهد..
فاثر الخير و قال مبتسما طيب يا واعية.. روحي شوفي وراكي ايه..
شعرت زوزو ان ما قالته لم يؤثر بنكلة علي جو.. بل ما استفزها هو تأكدها من ان جو بشكل او اخر مهتما بشهد.. و نضيف علي ذلك ما روته لها الفتيات عن احداث امس و ما دار بين شهد و يوسف
من فقرة الطعام الي فقرة الجلوس معه و الاصدقاء..
لقد نجحت حتي
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 51 صفحات