قصه مشوقه
معانا هعدى عليك ناخدك
بلاش مش حابب أخرج النهاردة
ليه يا ابنى تعالى نغير جو أنا من زمان ما خرجتش وانت كمان يلا فرصة نسهر سهرة حلوة
رفض مراد بإصرار قائلا
لأ يا طارق قولتلك مش حابب أخرج
خلاص برحتك سلام
سلام
قال حامد الجالس بجوار طارق فى السيارة
هييجى
لأ قال مش حابب يخرج
قال حامدبسخرية
ده لو بنت مش هتحبس نفسها فى البيت كدة
هتف حامد بغيظ
أنا نفسي أفهم هو البنى آدم ده ايه بالظبط مفيش وراه غير الشغل وبس أنا عمرى ما شوفت حد صعب زيه كده
قال طارق بهدوء
مراد طول عمره بيحب شغله
قال سامر الجالس بالخلف
بس مش كده يعني محسسنى ان الدنيا شغل وبس يشتغل ماقولناش حاجه بس يشوف مزاجه برده ده لما واحدة بتعدى من أدامه مبتتهزش فيه شعره مهما كانت مزه طحن
سبنالك انت المزز دول
قال حامد بسخرية
وانت كمان غريب عايش فى المدينة الفاضلة يعني عايز تفهمنى انك عمرك ما غلطت أبدا
قال طارق فورا
أكيد غلطت بس غلط عن غلط يفرق
آه أنا قولت كده برده
قال طارق بإستغراب
قولت ايه
قال حامد بنفس السخرية
المرء على دين خليله انت وصحبك فوله واتقسمت نصين بس هو قفل أكتر منك
مراد مكنش كده خالص بس حصلت ظروف غيرته
قاطعهم سامر قائلا
كفاية بأه كلام عن مراد وقولولى ناويين تسهرونا فين
عادت مريم من عملها توجهت الى المطبخ وأخرجت من الثلاجة جبنة وخبز وشرعت فى عمل سندوتش وتناوله ثم توجهت الى غرفتها لتغير ملابسها فتحت الدولاب الذى كان مقسم من الداخل لنصفين قسم يحوى ملابسها وقسم آخر يحوى ملابس أصغر سنا توقفت أما الملابس الصغيرة جذبت احداها وظلت تتحسسها فى ألم وكأنها تشتاق الى صاحبتها تنهدت وانتهت من تغير ملابسها ثم جلست على فراشها صامته لا تفعل شيئا سوى النظر الى فراغ
فى الصباح توجهت الى عملها عن طريق المترو مثلما تفعل كل صباح قالت لها مى وهى تتمعن فيها
نمتى امبارح كويس
أيوة الحمد لله
قالت مى پحده
يبأه رجعتى تانى متكليش كويس شوفى وشك فى المراية بأه عامل ازاى يا مريم
قالت مريم مدافعه عن نفسها
والله باكل يا مى هعيش من غير أكل يعني
طيب بصى شوفى فى المرايه وشك أصفر ازاى
قالت مريم بحنق
خلقة ربنا أعمل ايه يعني
هتفت مى
قالت مريم بحنق
لأ كملتهم من شهرين
قالت مي بعناد
برده صغيره بس اللى يشوفك يقول دى واحدة عندها 60 سنة مش 30 سنة
قالت مريم بنفاذ صبر
مى شوفى شغلك وفكك منى انا عندى شغل كتير
قالت مى بغيظ
ماشى يا ست مريم أما نشوف أخرتها معاكى
ثم استطردت قائله
واعملى حسابك ان ماما عزماكى على الغدا عندنا بكرة
قالت مريم بحرج
اشكرى طنط كتير بس مش هقدر اجى
هتفت مى
ليه سياتك مش هتقدرى تيجي وراكى ايه انتى من البيت للشغل ومن الشغل للبيت
نظرت اليها مريم بلوم قائله
انتى اللى قولتيلها تعزمنى
هتفت مي بغيظ
يا ست انتى الست عايزة تشوفك وتعزمك على الغدا انتى مكلكعة الدنيا ليه
قالت مريم مبتسمه
خلاص ماشى هاجى ان شاء الله
ابتسمت مى
أيوة كده فكيها ربنا يفكها فى وشك ووشى يارب
آمين
ماهى الا دقائق حتى دخلت سهى التى قالت
صباح الخير
قالت مريم
صباح النور
قالت مى بإستغراب
مش عادتك يعني تقولى صباح الخير وانتى داخله أخيرا خدتى بالك ان فى بشړ معاكى فى نفس المكتب
قالت سهى مبتسمه
مفيش أصلى مبسوطة شوية
قالت مريم
ربنا يسعدك دايما
تنهدت سهى قائله
يارب وينويلى اللى فى بالى
ردن هاتف سهى فإتسعت ابتسامتها وقفزت من المكتب قائله
استنا خليك معايا هطلع أكلمك من بره المكتب
وغادرت الغرفة لتتحدث بالخارج تابعتها مى بعينيها ثم قالت ل مريم
شايفه اهى رجعت للتليفونات تانى شكلها علقت مع حد جديد
قالت مريم دون أن ترفع نظرها عن حاسوبها
يمكن بتكلم حد من أهلها أو واحدة صحبتها
هتفت مى
والله وبتتكلم بره المكتب ليه وعماله تتسهوك وترقق فى صوتها ومسمعتيهاش وهى بتقوله استنا خليك معايا
نظرت اليها مريم بحزم قائله
ملناش دعوة يا مى وعلى فكرة اللى انتى بتقوليه ده بدايه الطريق للقڈف
ارتبكت مى وشعرت بالخۏف من وقع الكلمة وقالت
أنا مش قصدى يا مريم
قالت مريم بحزم
قصدك ولا مش قصدك اللى انتى بتقوليه فيه شبهة قڈف محصنات وانتى واحدة عارفه ربنا عارفه عقاپ قڈف المحصنات ايه
ثم قالت
ربنا بيقول
فى سورة النور
إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عڈاب عظيم
والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين چلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون
قالت مى وقد شعرت بالندم
أستغفر الله العظيم الواحد مش ناقص ذنوب خلاص معدتش هجيب سيرتها تانى هى حره تعمل اللى هى عايزاه
قالت مريم بهدوء
أيوة كده بلاش نتكلم على أى بنت وحش عشان ربنا مش يبتلينا بواحده تتكلم عننا وحش لان كله سلف ودين
ماشى يا مريم خلاص مش هتكلم عنها تانى
ابتسمت مريم قائله
اوعى تكونى زعلتى منى أنا بنصحك عشان بحبك
ابتسمت مى قائله
عارفه ولو معملتيش كده تبقى مش بتحبينى
عادت الفتاتان
الى عملهما دخلت سهى بعد فترة لم تلتفت اليها الفتاتان وبدأت هى الأخرى فى أداء عملها
استيقظ مراد من نومه وارتدى ملابسه وثبت الساق الصناعية فى قدمه اليمنى ثم خرج من غرفته وتوجه الى غرفة عمته طرق الباب فأذنت له بالدخول
فتح الباب كانت جالسه فى الفراش ومتدثرة بغطائها وتمسك أحد الكتب فى يدها ونظارة كبيرة على عينيها امرأة فى العقد السادس من العمر ورغم كبر سنها الا أن ملامحها وبنيتها تتميز بالقوة والصلابة لها نظرات حادة قوية تشعر بأنها تسبر أغوارك اقترب منها قائلا
صباح الخير يا عمتو
رسمت ابتسامه خفيفة على شفتيها وقالت
صباح الخير يا ولدى
ابتسم قائلا
أخبار صحتك ايه النهاردة أمى قالتلى ان حضرتك تعبتى امبارح جيت عشان أشوفك بس كنتى نايمة محبتش أزعجك
قالت عمته بهيرة
ربنا يبارك فيك يا ولدى ويعينك وينورلك طريجك آني منيحه الحمدلله والشكر ليه
جلس بجوارها قائلا
خدى بالك من صحتك يا عمتو ولو اتجتى أى حاجة عرفيني
ربتت على كتفه قائله
تسلم يا ولد أخوى انت مش مخليني محتاجه لحاجه واصل ربنا يديك على أد نيتك ويبارك فيك وفى اخواتك البنات
مش هتنزلى تفطرى معانا
لا سبجتك يا ولدى انزل انت افطر وشوف مصالحك الله يعينك ويوفجك
نزل مراد وترأس مائدة الطعام كالمعتاد
قالت نرمين بتحدى
ها يا أبيه هتخرجنا بكرة ولا لأ
نظر اليها مراد قائلا بإتستلام
حاضر يا نرمين هخرجكوا ان شاء الله
تنفست الصعداء قائله
أخيرا هنخرج
نظر اليها مراد بإستغراب قائلا
اللى يسمع كده يقول محپوسة فى البيت عندك جنبنة طويلة عريضة بره اتمشى فيها براحتك وعندك العربية والسواق اطلعى انتى و سارة واتمشوا بيها
قالت نرمين بدهشة
وهى دى اسمها فسحة يا أبيه أنا عايزة أروح مولات أعمل شوبينج نسافر مكان شرم اسكندرية مطروح أى مكان تغيير يعني
قال مراد وهى يتفحص جريدته
لما افضى ان شاء الله هنسافر سوا
قالت نرمين برجاء
طيب وليه منروحش انا و سارة لوحدنا شرم مثلا والسواق هيكون معانا يوصلنا ويجبنا فى نفس اليوم
نظر اليها مراد بحدة قائلا
فى بنت محترمة تسافر لوحدها من غير أهلها
قالت مرتبكة
احنا مش هنبات يوم بس ونرجع
قال پغضب
وافرضى حد ضايقك انتى ولا أختك هتتصرفوا ازاى افرضى حصلكوا حاجه لازم يبقى فى راجل معاكوا مينفعش بنتين يسافروا لوحدهم انتوا ما بتقروش جرايد وتسمعوا عن الحوادث اللى بتحصل والبلطجية اللى ملوا البلد
قالت سارة لتلطف الجو
معاك حق يا أبيه هى بس نرمين من زهقها بتقول كده بس هى أكيد عارفه ان مينفعش نسافر من غيرك
قالت الأم وهى تنظر اليهم
هو مينفعش فى يوم نفطر بدون نقاش وكلام كتير يلا افطروا وسيبوا أخوكوا يفطر
عشان هو مشغول مش فاضى زيكوا
نظرت ناهد الى مراد قائله
شوفت عمتك يا مراد
رفع نظره من الجريدة وقال
أيوة يا أمى عديت عليها قبل ما أنزل واطمنت عليها
ماشى يا حبيبى
جلس عبد الرحمن على سريره ساهما لا يشتهى حتى تناول الطعام اقتربت منه زوجته وجلست بجواره قائله بصوت باكى
جلبي حارجنى جوى على ولدى يا حاج
تنهد قائلا
ربنا يرحمه ويغفرله ويرزجه الجنه يارب
قالت زوجته ودموعها تنهمر
كان أحن واحد فى اخواته فجدت الكبير بدرى بدرى ودلوجيت فجت ياسين يا كبدى عليكوا يا ولادى التنين
قال عبد الرحمن پحده
ادعيلهم ان ربنا يرحمهم بدل النواح ده يا وليه
قالت زوجته بحزم
آنى مش ههدى ولا يرتاحلى بال إلا لما أشوف اللى جتل ولدى وهما بيعدموه وبيشنجوه اللهى ربنا ينتجم منه
قال عبد الرحمن بحزم
ان شاء الله هيمسكوه ويتعاقب على عيملته
ثم قال بحيره
بس أموت وأعرف هو مين آنى واثج انه حدا من الجبيلة
بس مين العلم عند الله
تنهد وقال
ربنا جادر يكشف المستور انا وكلته وهو حسبي
دخلت صفاء سكرتيرة عماد الى مكتب مريم قائله
مريم أستاذ عماد عايزك فى مكتبه
نظرت اليها قائله
هو وصل
تقصدى صاحب شركة دييبس أيوة وصل
قالت مريم بإستغراب
مش قولتيلى امبارح ان اللى هييجى مدير التسويق
هزت صفاء كتفيها قائله
أستاذ عماد قالى كده امبارح
بس الراجل اللى جه عرف نفسه على انه صاحب الشركة
قامت مريم وحملت الملف الذى يضم تصميماتها الخاصة بحملة الشركة وتوجهت الى مكتب عماد
قال لها عماد
تعالى يا مريم اتفضلى
ألقت مريم نظرة على الرجل الجالس فقدمها عماد للرجال قائلا
الآنسه مريم الديزاينر المسؤلة عن حملة شركة حضرتك
ثم نظر الى مريم قائلا
الأستاذ طارق عبد العزيز مدير شركة دييبس
قالت مريم بخفوت
أهلا وسهلا
نظر اليها الرجل قائلا
اهلا بيكي
أشار عماد ل مريم قائلا
اتفضلى اعدى يا مريم
جلست مريم فى المقعد المواجه ل طارق الذى نظر اليها قائلا
أولا أنا آسف على التعديلات الكتير اللى طلبتها لان من البداية دى غلطتى انى موضحتش اللى عايزه الظبط وعشان كده جيت بنفسي بدل مدير التسويق لانى خفت ميقدرش يشرح اللى أنا عايزه بالظبط
قالت مريم بهدوء
مفيش مشكلة حضرتك
ثم أعطته الملف