قصه مشوقه
يا مراد انسى
قال طارق مازحا موجها حديثه الى سامر
ايه يا فنان قولنا ايه اخر أعمالك الفنية
ابتسم سامر قائلا
خلال أيام هتشوفوا تحفتى الفنية الجديدة
قال حامد بمرح
اوعى تكون زى اللى فاتت مفهمتش منها أى حاجه أكنك جايب شوية ألوان وملغوص بيها ايدك وآعد تطبع على اللوحة زى العيال الصغيرين
قال سامر پحده
قال حامد بسخريه
وسهراتك انت ايه خضرا
قال طارق مبتسما
اللى يشوفكوا بتتكلموا مع بعض مايقولش رجال أعمال يقول شوية أطفال فى الحضانة
قال له حامد ساخرا
خلينالك انت العقل انت وسى مراد اهو اتنين طاقين واتنين عاقلين عشان يبقى فى توازن
ياسين يا ولدى روح المخزن وطل طله على الشحنة بتاعة المناجصة اللى المفروض تتسلم بكرة ان شاء الله
قال ياسين فى تكاسل
آنى رجعت عليها مېت مرة يابوى واتاكدت من كل حاجه الكمية والجودة
اتاكد تانى وتالت ورابع المناجصة كبيرة ولازم كل شئ يمشئ مظبوط عشان سمعتنا فى السوج تكبر وميلاجوش لينا ولا غلطة
قال ياسين مستسلما
أمرك يابوى هروح دلوجيت
توجه ياسين بسيارته الى المخازن التى تحتوى على شحنة الألومنيوم والتى
من المفترض أن يتم ترحيلها فى الصباح الى الشركة التى قبلت عرضهم فى المناقصة أوقف سيارته وأوشك أن يفتح باب المخزن لكنه دهش عندما وجد القفل مكسور فتح الباب ودخل سمع بعض الأصوات فى الخلف توجه الى حيث مصدر الصوت ليصدم برجل ملثم يقوم بإسكاب البنزين الذى اخترقت رائحته أنف ياسين على الكونتينرز التى تحتوى على شحنة الألومنيوم حانت التفاته من الرجل الملثم الى ياسين وقف الرجلين فى مواجهة بعضهما البعض قال ياسين فى نفسه تبا لتلك العينين وهاذان الحاجبان الكثيفان لم يظهر سوى نصف وجه لكن تمكن من معرفته تبا لك يا رجل أتجرؤ على معاداة عائلة السمري ستكون الحړب اذن دار هذا الحديث الصامت قبل أن يلتفت ياسين ويهرول فى اتجاه باب المخزن حتى يتمكن من احضار الرجال للقبض على هذا الملثم الذى عرفه حق المعرفة لكن قبل أن يتوجه ياسين الى باب المخزن
التلفاز بعينين بدتا وكأنهما فى عالم آخر تنظر الى اشياء لا وجود لها بدت ساهمة هادئة متقوقعة على نفسها تحتضن قدميها بذراعيها وتستد بذقنها على رركبتيها عينيها على ساعة الحائط تنظر اليها كل خمس دقائق وكأنها على موعد هام موعد لا يمكن تفويته موعد أهم من اى شئ آخر فى حياتها بمجرد أن تحركت عقاپ الساعة لتقترب من الثانية عشر حتى هبت واقفه وتمنت أن تتحرك بسرعة أكبر تبا لك أيتها العقارب لماذا تسيرين كالسلحفاه هيا أريدك أن تصلى بى الى موعدى موعدى الذى أنتظره بشوق ولهفة دقائق قليلة وأعلنت الساعة وصولها أخيرا الى الثانية عشر بعد منتصف الليل لاحت ابتسامة صغيرة على شفتيها توجهت الى غرفة نومها وأخرجت حقيبة من دولاب ملابسها جلست على السرير وفتحت الحقيبة الممتلئة بخطابات مغلقة وأخذت تبحث بسرعة ونهم عن الخطاب الذى يحمل رقم 53 ظلت تبحث عنه حتى وجدته قابعا بين الخطابات والتى يحمل كل منها رقما خاصا به اتسعت ابتسامتها ولمعت عيناها أسرعت بلهفة تفتح الخطاب وتقرأ ما به
حاضر يا حبيبى حاضر.
الحلقة الثانية.
أنهت مريم قراءة الخطاب ووأغمضت عيناها لتتساقط عبرة على الخطاب وتقول هامسه
حاضر يا حبيبى حاضر.
طوت الخطاب وأعادته بداخل الظرف برفق ثم فتحت درج الكمودينو بجوار الفراش كان الدرج يحتوى على العديد من الخطابات ضمت اليهم الخطاب الذى بيدها وتوجهت الى فرشها وتدثرات بالغطاء ألقت نظرة حزينة على الفراش الآخر الخالى ثم أمسكت مصحفها وشرعت فى القراءة وعيناها تشعان حزنا وألما
بعد نصف ساعة أغلقت النور وأغلقت عينيها بعدما رددت أذكار النوم
أنهى مراد عمله بالشركة ونظر الى ساعته ليجدها الثانية بعد منتصف الليل حمل الجاكت وارتداه ثم خرج من الشركة وتوجه بسيارته الى احدى الفلل الأنيقة فى أحد الأحياء الراقية دخل الفيلا وما كاد يصعد أول درجة من السلم الداخلى حتى سمع صوت من خلفه قائلا
كل ده تأخير يا مراد
الټفت مراد الى المرأة التى تبدو فى العقد السادس من العمر أنيقة تبدو علامات الطيبة جلية على وجهها أخذت تنظر اليه بعتاب فإقترب منها وقبل يدها قائلا
أنا آسف يا أمى كان عندى شغل كتير
قالت بعتاب
وآفل موبايلك ليه ومبتردش على تليفون الشركة ليه
قال شارحا
الموبايل فصل شحن والشاحن كان فى العربية كنت مشغول جدا فمعرفتش أنزل أجيبه وفصلت تليفون الشركة عشان أعرف أشتغل براحتى بدون ازعاج
ثالت محذره
اياك تعمل كده مرة تانية أنا كنت ھموت من قلقلى عليك وكنت هكلم أحمد ابن خالتك يدور عليك
قال مراد بضيق
هو انا عيل صغير يا أمى عشان تكلمى حد يدور عليا
قالت ناهد بحزم
كلمة واحدة معدتش تعمل كده تانى وتقطع كل وسايل الاتصال بيك
أومأ برأسه قائلا
حاضر يا أمى
نظرت اليه بحنان قائله
مش هتتعشى
قال وقد ظهر عليه علامات التعب
لأ اتعشيت بره بعد الحفلة أنا جعان نوم
ابتسمت أمه قائله
ألف مبروك يا حبيبى مرة تانية انت تستاهل كل خير
قبل يدها قائلا
تسلمي يا أمى وتصبحى على خير
تصبح على خير يا حبيبى
صعد مراد الى غرفته وغير ملابسه وجلس على فراشه ليستطيع نزع الساق الصناعية التى تملء الفراغ الموجود من بعد ركبته اليمنى ثم تمدد على فراشه وراح فى سبات عميق
كان المخزن يعج برجال الشرطة الذين بدأوا فى التحقيق قال عبد الرحمن باكيا
كبدى عليك يا ولدى روحت منى يا ولدى
ثم الټفت الى أحد رجال الشرطة قائلا پألم
مين اللى يجدر يعمل اكده مين اللى له صالح يجتل ولدى ياسين كان خيرة الرجال عمره ما ضايج حد
وعمره ما ظلم حد ليه يجتلوا ولدى ليه
اقترب منه عثمان وربت على كتفه قائلا بصرامة
متجلجش يابوى هنجيب اللى عمل اكده فى اخوى ونخليه عبره للبلد كلياتها
قال الضابط بحزم
ده شغل الشرطة يا عثمان متدخلش نفسك فى المشاكل احنا هنعرف نوصل للجاتل وياخد عقابه
نظر عثمان الى الضابط ساخرا وقال بمرارة
أما نشوف يا حضرة الظابط أما نشوف بس اذا معرفتوش توصلوا للى جتل اخوى أنا هوصله وهجتله بيدي التنين دول
قال الضابط بحزم
عثمان مفيش داعى للكلام ده دلوجيت متحطش البنزين على الڼار وهى جايده
فى بيت عائلة السمري تعالى صوت المذياع على محطة القرآن الكريم وعج البيت بالنساء اللاتى ارتدين السواد وأخذن فى النواح أخذت والده ياسين تلطم وجهها وتنوح قائله
جتلوك يا ولدى جتلوك وانت بعز شبابك ولدى راح منى يا ناس ولدى خدوك منى ليه يا ولدى
أخذت صباح أخته هى الأخرى تبكى وتنوح هى الآخرى قائله
اخوه جتلوك ياخوى
فجأة دخل عبد الرحمن وصاح پغضب بالغ فى النساء
يمين بالله أى حرمة هسمعها بتصوت ولا بتنوح لأكون جتلها بيدي دول مش عايز جنس حرمة تفتح خشمها وتصوت على ولدى اللى بيتعذب
دلوجيت من نواحكوا ده
شعرت النساء بالخۏف الشديد وكتمت والده ياسين فمها بيادها فقال عبد الرحمن پغضب واحتقار وهو يغادر
جبر أما يلمكم كلياتكم حريم ناجصه عجل بصحيح
فى صباح اليوم التالى اجتمعت العائله على مائدة الطعام ترأس مراد رأس الطاولة ووالدته على المقعد المقابل وعلى يمينه أخته نرمين وعلى يساره أخته سارة قالت
سارة بمرح
بقولك ايه يا أبيه متفكك من الشغل النهاردة وتعالى خرجنا نخرج كلنا ونروح لأى مكان مع بعض
قال مراد وهو منهمك فى قراءة أخبار البورصة فى الجريده الصباحية
مشغول يا سارة مش هينفع
قالت نرمين بتأفف
كل يوم مشغول يا أبيه والمصېبة انك مش بتسمحلنا أصلا نخرج من غيرك طيب نعمل ايه يعني زهقنا من الحبسة دى
نظر اليها مراد قائلا
ان شاء الله نخرج فى الويك اند مع بعض
قالت نرمين بتحدى
كل مرة تقولنا كده وتيجي فى الويك اند تقول مشغول
قالت ناهد بنبرة محذرة
نرمين عيب تتكلمى مع أخوكى الكبير كده
التفتت نرمين الى أمها قائله
يا ماما مش قصدى بس زهقت من الأعده فى البيت ولسه شهر بحاله على الجامعه مش معقول هقضى الشهر ده محپوسه
قالت سارة مبتسمه
طيب أنا بأه أعمل ايه اللى خلصت كليتى خلاص يعني محپوسه محپوسه
نظر اليهما مرد وتنهد قائلا
خلاص هحاول بجد أفضى نفسي وأخرجكوا بس مش عايز زن
قالت ساره مبتسمه
أنا عن نفسي مبحبش الزن قول ل نرمين الكلام ده
التفتت اليه نرمين قائله برجاء
خلاص مش هزن بس حضرتك يا ابيه التزم بكلامك المره دى
قال مراد بصرامة
نرمين اتكلمى معايا بإسلوب أحسن من كده
قالت نرمينبخفوت
أنا آسفه يا أبيه مش قصدى
نظر اليها وقال بجديه
يلا افطروا
شرعت الفتاتان فى تناول طعامهما فى صمت
دخلت مريم مكتبها وألقت السلام على مي
السلام عليكم ازيك يا مى
وعليكم السلام يا مريم
جلست مريم وشرعت فى فتح حاسوبها اقتربت منها مي قائله
خلصتى تصميمات شركة دييبس ولا لسه
أيوة هفنشها بس وأرفعها على الميل وأبعتها لصاحب الشركة
ممممممم كويس
التفتت مى لتعود الى مكتبها لكن مريم أوقفتها قائله
مى عايزة أطلب منك خدمه
التفتت مى قائله
خير أأمرى
صمتت مريم قليلا ثم قالت
بصى عايزاكى تيجي معايا النهاردة مشوار مهم
قالت مي بإستغراب
مشوار ايه
بدا على مريم التردد ثم عزمت أمرها قائله
هنركب مركب ونتفسح فى النيل
ضحكت مى وقالت
انتى حلمتى بمركب ولا اشمعنى يعني ايه اللى طلعها فى
دماغك
ظهت سحابة حزن