قصه مشوقه
لينقل منها بداخل صحنه تنهدت عصت وجلست بجواره لتبدأ بتناول طعام فطورها باقتضاب تحدثت فريال إلى شقيقها
إنت مبقاش نافع معاك أي كلام يا فؤاد لحد إمتى هتفضل تاعب قلوبنا معاك بالشكل ده
أكلي جوزك واهتمي بيه يا حبيبتي وياريت تصبي كل تركيزك عليه الرجالة بتزهق من عدم الإهتمام وبتطلع تدور عليه برة لو نقص جوة نطق بها متعمدا تغيير الموضوع لتهتف فريال بتذمر تشتكي لوالدها
كبري عقلك يا فريال اخوك بيهزر معاك هكذا أجابها والدها بتعقل لتتحدث بعناد
لو فاكر إن كلامك ده هيخليني أبطل أخاف على مصلحتك تبقى غلطان وهفضل وراك لحد ما دماغك تلين وتتجوز يا فؤاد
ابتسم ليتحدث بملاطفة
قول لمراتك تخليها في حالها وبلاش تحشر مناخيرها في حياة غيرها يا دكتور
تحدث ماجد مبتسما بلباقة
تحدث علام بصدق
إنت كمان من العيلة يا ابني من يوم ما اتجوزت فريال وأنا بعتبرك إبن تالت ليا
متشكر يا باشا ده شرف كبير ليا سعادتك جملة نطق بها ماجد لتستكمل على حديث زوجها عصمتقائلة بتهكم على نجلها
سيادة المستشار عنده حق يا ماجدعلى الأقل إنت مريحنا مش واجع قلوبنا زي ناس
أنا شايف إن انا انسحب علشان حرب الكلام بتاعة كل يوم شكلها هتبتدي وأنا بصراحة عندي قضية مهمة ومحتاجة ذهن صافي
تحدث علام برزانة
أقعد كمل فطارك يا فؤاد
أمسك بمحرمة ورقية وقام بتجفيف فمه ثم أجاب والده بوقار
أكلت الحمدلله يا باشالازم أتحرك حالا علشان عندي تحقيق في قضية مهمة ولازم أجهز لها
من إمتى وإنت بتروح شغلك قبل ما تشرب قهوتك
لتستطرد بعينين مترجيتين بعدما شعرت بأنه ينسحب بفضل ضغطهم عليه
أقعد كمل فطارك على ما سعاد تعمل لك القهوة
ربت فوق كفها وتحدث بابتسامة هادئة
صدقيني يا حبيبتي معنديش وقت للقهوة هبقى أشربها في المكتب
نطقها وتحرك للخارج تحت شعور عصمت بالذنب لتتحدث نادمة
تحدث ماجد باستحياء
بصراحة يا دكتورة حضرتك وفريال تقريبا بتكلموه يوميا في موضوع الجواز وأكيد حاجة زي دي بدأت تضايقه وټخنقه
لف وجهه لزوجته واستطرد لائما
وأنا أكتر من مرة لفت نظر فريال بإنها حتى لو هتفاتحه فميكنش قدامنا
زفرت فريال بضيق لشعورها بالندم وأيضا والدتها التي نكست رأسها ليتحدث علام بنبرة هادئة
صغير علشان يزعل من كلامكم هو أكيد عنده شغل مهم
واستطرد عاتبا
بس ده ميمنعش إن ماجد عنده حق في كلامه
تنهدت عصت لتهم بالوقوف وتحدثت
أنا رايحة الكلية عندي محاضرة الساعة عشرة
أنا جاي مع حضرتك نطق بها ماجد ثم تحركا معا وبعدها ذهب علام لعمله وظلت فريال بمفردها بصحبة طفليها والعاملين حيث أنها لم تعمل بشهادة بكالوريوس العلوم الحاصلة عليه وفضلت المكوث بالمنزل لرعاية صغيريها والاهتمام بنفسها وزوجها وكل ما يخص عائلتها الكبيرة
بمحافظة القاهرة الكبرى
في تمام الساعة الرابعة مساءا
بأعلى واجهة مبنى زجاجيا ضخم ناطحة سحاب مثلما يطلقون عليه توجد لافتة كبيرة كتب عليها إسم شركة الأباصيري للأستيراد والتصدير باللون الذهبي ليدل على فخامة وعظمة الإسم وصاحبهنتجه داخل المبني وتحديدا داخل مكتب مدير الشركة أيمن عزمي الأباصيري البالغ من العمر الخامسة والخمسون من عمرهيبدو على هيئته الهيبةيرتدي حلة ذات ماركة عالمية تدل على ثراءه الفاحش تقف بجوار مقعد مكتبه شابة بعمر السابعة والعشرونترتدي بدلة سوداء عملية
أشبه بلباس الرجال
________________________________________
لتتناسب مع شخصيتها الجادة بنظارتها الحافظة لنظرها ليكتمل وقارها وشخصيتها الحادة التي اتخذتها نهجا لها منذ أن قررت الإستقلال بذاتهايعتلي رأسها حجابا أنيقا وبسيط
تنظر بترقب من خلف نظارتها الطبية علي قلم مديرها الذي يتحرك بخفة فوق الأوراق المطلوب توقيعها وتقلبها له واحدة تلو الأخرىتحدث الرجل بتملل بعدما أصابه الضجر من كثرة عدد الأوراق
وبعدين يا إيثارأنا زهقت هو الورق ده ناوي مش يخلص النهاردة ولا إيه
أجابته بنبرة جادة كعادتها منذ أن عملت معه قبل الثلاثة سنوات
مش فاضل غير ورقتين بس يا أفندم
بالفعل وضع إمضاءه على تلك الورقتين ليقوم بارجاع ظهره الى الخلف مغمضا عيناه كي يحصل علي قسط بسيط من الراحة قبل مغادرته للشركةأغلقت هي ملف الأوراق وأحتفظت به بيدها وبكل حرفية أمسكت باليد الأخرى الهاتف الموضوع فوق المكتب وتحدثت قائلة بنبرة صارمة
كريمتعالى حالا علي مكتب ايمن باشا علشان تاخد الشنطة
أغلقت ثم نظرت إلي أيمن لتتحدث بوقار واحترام
أي أوامر تانية يا أفندم
أجابها بوجه بدا عليه الإرهاق
متشكر يا إيثارتقدري تروحي لمكتبك علشان تجهزي نفسك وتروحي
أومأت له لتتحدث برصانة وهي تتأهب للإنسحاب خارج حجرة المكتب
بعد إذن حضرتك
استدارت وتحركت صوب الباب ليوقفها صوتها الهاديء
أخبار يوسف إيه يا إيثار
إستدارت لتجيبه بابتسامة خاڤتة
بخير يا أفندم الحمدلله
سألها باهتمام
اللي اسمه عمرو ده لسة بيضايقك
تنفست بهدوء لتجيبه بملامح وجه مبهمة
أخر مرة شوفته فيها كان من إسبوعينلقيته مستنيني تحت العمارة وأنا راجعة من الشغل هددته لو ما ممشيش هتصل بالبوليس ومن وقتها مشفتوش تاني
لتكمل بنبرة بائسة
للأسف مش مبطل إسلوب الضغط عليا بكل الطرق المشروعة والغير مشروعة
اجابها وهو يحمل أشياءه الخاصة
منصب أبوه مقوي قلبهلو اتعرض لك تاني واټجنن وجالك إتصلي بيا وانا هعرف اتصرف معاهالاشكال اللي زي دي محتاجة تتعامل بشدة علشان تحترم نفسها
تنهدت بأسى وهي تومي برأسها بموافقة ثم تحركت للخارج ولملمت أشيائها وقامت بوضعها داخل حقيبة يدهاصدح صوت جوالها لترفعه لمستوى عينيها وما ان رأت نقش اسم المتصلة حتى زفرت بقوة واكفهرت ملامح وجهها بامتعاضتجاهلت الرنين لتخفيه بداخل حقيبتهاتحرك إليها كريم ذاك الشاب العشريني الذي تعين سائقا لصاحب الشركة منذ ما يقارب من العام وقد حظي بثقة إيثار به وهذا ما جعل الجميع يتعجب حتى إيثار بذاتها استغربت لكونها رسمت الجمود فوق ملامحها وارتدت شخصية جدية لتضع حدودا بينها وبين الجميع لم يستطع أحدهم تخطيهالكنها سمحت لذاك الكريم بكسرها ربما لظروفه التي تشبهها حيث تخلى عنه جميع اهله ليشق طريقه ويفحر بالصخر كي يستطيع العيش بكرامةمثلما فعلت تماماتحرك صوبها ليتحدث بابتسامته البشوشة كعادته
أزيك يا استاذة إيثار
بهدوء أجابت
الحمدلله يا كريم أخبارك وأخبار خطيبتك إيه لسة محددتوش ميعاد الفرح
تحدث بنبرة حماسية
قريب إن شاءالله فاضل لنا الغسالة والبوتجاز وكدة الشقة ميبقاش ناقصها حاجة
بابتسامة خاڤتة تحدثت
لو ده اللي معطلك تقدر تحدد ميعاد الفرح مع حماك ولو على الغسالة والبوتجاز إعتبرهم جم خد أماني بكرة وانزل أشتريهم وخلي صاحب المحل يبعت الفاتورة على مكتبي
بس ده كتير قوي يا استاذةمش كفاية ساعدتيني في أوضة السفرة نطقها باستحياء وخجل لتتحدث في محاولة منها للتخفيف عنه
إبقى ردها لي في جوازة يوسف يا سيدي
ربنا يفرحك بيه نطقها لتهتف بنبرة
جادة
بسرعة روح للباشا زمانه جهز
حمل كريم الحقيبة الجلدية الخاصة برئيسه وتحركا لتتحرك هي الاخرى خلف سيدها بالعمل حتي وصلا إلي المصعد الكهربائي لينزلا للطابق الأسفل ومنه إلي خارج المبني بصحبة كريمتحرك أيمن في طريقه لسيارته الفارهةواتجهت هي نحو سيارتها المتواضعة كي تستقلها لتعود إلي منزلها وقبل أن تقوم بوضع ساقها داخلها إلتفتت لتنتظر مديرها كي يتحرك أولا لتجحظ عينيها فور رؤيتها لظهور مقنعان يستقلان دراجة بخارية الأول يقودها بهدوء والأخر أخرج رشاشا وقام بتفريغ محتوياته من الطلقات الړصاصية بعشوائية متفرقة مما أحدث فوضي داخل المكان وباتت أصوات الصرخات المستنجدة تتعالي
جحظت عينيها بعدما لاحظت أحد المهاجمين وهو يضغط على زيناد سلاحھ الڼاري لتنطلق إحدى الرصاصات من فوهة السلاح بسرعة فائقة وتستقر بموضع قلب ذاك الذي وقف امام سيده ليتلقى الړصاصة بدلا عنه وكأنه جندي يدافع عن وطنه بكل بسالة إهتز بدنها بالكامل لتفتح فاهها بذهول بعدما رأت ذاك الخلوق ملقى على الأرض غارقا وسط بركة من دمائه البريئة التي سالت بدون ذنبلتصرخ بكامل صوتها ناطقتا باسمه وهي تنطلق إلى موضع رقوده
كرررررريم
هرول رجال الحراسة التابعة للشركة إلى أيمن كي يؤمنوه من أية محاولات لاعتداءات أخرى محتملة وقاموا بإحاطته جيدا كسياج بحيث لا يخترق حتى من نملة ثم أنزلوه ليحتمي خلف السيارة بطريقة تلقائية وضع أيمن كفي يديه فوق رأسه ليحتمي من تلك الطلقات المتراشقة بين رجال الحراسة التابعين له وبين هؤلاء المقنعين الذين خرجوا من العدممن يستمع لصوت الطلقات يعتقد أن حربا شرسة وقعت للتو أما هي فلن تكترث لتلك الطلقات وبشجاعة تحسد عليها هرولت لذاك المسكين وباتت تتفحصه بعينيها لتهتف متلهفة
رد عليا يا كريمرد عليا ارجوك
تأملت أن
يطمئنها ولو بكلمة بسيطة
________________________________________
منه ولكنها صعقټ بعدما تحدث أحد الرجال الذي تشجع وإنضم إليها كي يفحص ذاك الكريم متجاهلا تراشق الطلقات التي قد تصيبه
لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم النفس إنقطع الظاهر إن الطلقة جت له في مقټل
هزت رأسها بعدم تصديق وهى تنظر إليه لتهتف بذهول
إنت بتقول ايه اكيد ما متش ده كان لسة بيكلمني وإحنا فوق مستحيل
لتصرخ في محاولة بائسة منها عله يستفيق وينتبه لصرخاتها
كررررريم
وبرغم ړعب أيمن مما حدث معه للتو من محاولة إغتيال دنيئة إلا أنه نظر إلي تلك الصاړخة بعدما انتبه لصرخاتها المتوالية ليتحدث بأمر إلى بعض رجاله المحاطين له بعدما انتهى صوت إطلاق الړصاص وتيقن من هروب المعتدين بعدما فشلوا في إتمام مهمتهم
روحوا ل إيثار وأحموها وهاتوها لعندي حالا وحد فيكم يتصل بالشرطة ويبلغها بالھجوم اللي حصل
نطق كلماته قبل أن يفرد قامته معتدلا ليتحرك سريعا لداخل مقر الشركة وحوله حائطا بشريا مكون من رجال الأمن الشخصي ذوات الأجساد الضخمة يتحركوا بحذر وهم يحملون اسلحتهم المشهرة لمواجهة أي هجوم أخر
هرول رجلين
إليها ليتحدث أحدهم وهو يتلفت حوله بعينين كالصقر حاملا سلاحھ بوضع الإستعداد
إتفضلي معانا جوة الشركة لحد ما ننشط المكان ونأمنه يا افندم
إتصل بالإسعاف بسرعة كريم بېموت كانت تلك كلماتها المتوسلة لذاك الشخص قبل أن يتحدث الشخص الأول مرة أخرى
للاسف يا أستاذةكريم ماټ خلاص
ليكمل بعينين أسفتين
البقية في حياتك
اتسعت عينيها وهي تنظر إليه لتهتف بقلب صارخ مټألم لأجل ذاك الخلوق
إسكت حرام عليك أكيد لسة عايش الدكاترة أكيد هيسعفوه وهيبقى كويس
بسط أحد رجال الحراسة يده وتحدث إليها باقتضاب وهو يجذبها من كف يدها
اتفضلي معايا يا أستاذة إيثار الباشا مستنيك جوة وميصحش نتأخر عليه
رمقته بحدة وبطريقة عڼيفة نفضت يده بعيدا لتهتف حانقة
أنا مش هتحرك من هنا قبل الإسعاف ماتيجي
الباشا أمر إنك لازم تدخلي حالا فأحسن لك تسمعي الكلام وتقومي معايا وما تضطرنيش اتعامل معاك بالقوة
إنت إتجننت يا بني أدم إيه اللي بتهببه ده
ليستطرد بتنبيه
إنت عارف ايمن باشا لو عرف إنك ضايقتها هيعمل فيك إيه ده مش بعيد ېدفنك مكانك
وإنت واقف
ليه يعني تبقى مين بسلامتها هكذا تحدث متذمرا وذلك لحداثة تعيينه ليهتف الأخر بإعلام
تبقى إيثار غانم الجوهري يا غبي
ليستكمل