الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 62 من 124 صفحات

موقع أيام نيوز


ويرتطم بأمواج عقله فتطحن رجولته وتبعثرها وتنثرها على الشاطىء شعر أنه سيفقد عقله ورشده .. جلس على الأرض واضعا وجهه بين كفيه وهو يشعر أن قلبة قد طعن طعڼة غدر من أقرب الناس إليه لا يصدقها وليس لديه حل آخر ويقول لوالدتها ويطلقها أم يستر عليها .. صدح صوت اذان الفجر ليتسلل لقلبه المكلوم الممزق نهض بتثاقل وتوجه للحمام أغتسل وصلى الفجر وقد انهمرت عبراته الساخنة التى كانت تقفز على الأرض من عينيه لتروى مكان سجوده بماء دموعه ..أنكفأ لونه وارتجفت أوصاله .

عاد الفارس من معركته خاسرا ولكنه لم يفقد روحه وأنما فقد حكمته ولكن الفارس النبيل مازال بداخله يستصرخه أن يظل نبيلا حتى آخر رمق وإن زهقت روحه تحت راية نبلة وتذكر حديث النبى صل الله عليه وسلم 
من ستر مؤمنا فى الدنيا ستره الله يوم القيامة 
ولكن هل يستطيع ذلك !!
الفصل العشرون
أشرقت شمس يوم الجمعة تتسلل بأشعتها الذهبية بين النوافذ والجدران مقتحمة الأبواب المغلقة لترى ما لا نستطيع أن نراه ثم تنسحب بهدوء بعد أن قد حملت بين طياتها الكثير والكثير ولكنها لن تفشى الأسرار فهى ليست من بنى البشر .
فتح فارس عينيه قليلا ووضع يديه عليها ليحميها من أشعة الشمس
فلقد غفى قليلا على مقعده فى الشرفة المطلة على البحر نظر حوله وهو يدعو الله أن يكون ما حدث ليلة الأمس كان حلما مفزعا فقط ولكن وضعه وغفوته أنبأته أنه كان حقيقة بائسة
فلما نظلم الأحلام معنا دائما .
أعتدل وهو يشعر پألم فى كل خلجة من خلجاته مسح على رقبته التى شعر بها تؤلمه بشدة من اثر غفوته تلك نظر للداخل دون أن يتحرك لم يجد لها اثر وباب غرفة النوم مغلق فعلم أنها مازالت نائمة أو أنها تهرب من مواجهته مرة أخرى.
نهض متثاقلا وبصعوبة توجه إلى الحمام وتوضأ خرج من الحمام لتقع عينيه على حقيبته التى مازالت أمام باب الشقة .
شرد ذهنه وهو يتذكر ليلة أمس عندما طلبت منه أن يحمل حقيبتها للداخل حتى أنها لم تدعه يتوضا ليصلى بها ركعتين فى بداية حياتهما الزوجية ولم تنتظره حتى يدخل حقيبته هو الآخر ليبدل ملابسه
تملكه شعور الدهشه والاستغراب
دارت كل تلك التساؤلات فى عقله وقلبه فى لحظة واحدة وهو مازال مصوب
عينيه لحقيبته القابعة مكانها منذ ليلة أمس هز رأسه بقوة ينفض عنه كل تلك الأفكار التى مازالت به لا تفارقه لحظة واحدة لتشعل الڼار بقلبه من
جديد .
عاد إلى الحمام ليتوضا مرة أخرى ليطفأ ما نشب فى ه من غل وكره وشعور قوى بالأنتقام وما تبعه من وسوسة الشيطان لتهدأ رجولته قليلا لما
فعلته به توضا وعاد وقطرات المياة تتساقط من يديه وخصلات شعره التى تناثرت على جبينه
أخذ حقيبته ووضعها على الأريكة وأخرج ملابس أخرى ارتداها فى سرعة وأخذ هاتفه ومفاتيحه وخرج ليلحق بصلاة الجمعة.
أنتهى من صلاته وتناول مصحف من مصاحف التفسير المرصوصة جنبا إلى جنب على أحد الأرفف وقبع بالمسجد يقرأ لعله يجد المرشد له فيما وقع فيه وهو يشعر أن سنوات عمره مضت هباءا منثورا مع تلك المرأة التى أحبها وخانته ولكن مع الاسف ليس لديه دليلا على خيانتها ېخاف فيكون بذلك قد ظلمها وحاكمها بما ليس لها فيه شىء ووسط مشاعره المتلاطمة وقعت عيناه على الآية الكريمة فى سورة النور 
وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم لا يعلم لماذا شعر أنها رسالة من الله عزوجل إليه يلهمه فيها بالصواب ويرشده إلى الطريق .
أغمض فارس عينيه بقوة يحاول السيطرة على مشاعره المكلومة وقلبه المذبوح حاول أن يرتقى بنفسه وبصبره إلى اقصى درجة وتذكر وقتها أيام خطبته بدنيا وتذكر أنه علم الحلال والحرام ورغم ذلك استمرا في الحړام سنة كاملة وظل يغضب ربه من أجلها فجعلها الله عزوجل هى من تشق قلبه وتذبحه فكانت هذه النهاية الحتمية .
إذن فهو أحد المسؤلين عن ما يحدث له معها اليوم فلماذا يحاسبها وحدها لماذا لا يعاقب نفسه أيضا وهل سيختار عقاپا رادعا لنفسه أكثر منها!
خرج من المسجد وقد حسم أمره تماما واتضحت الرؤية أمام عينيه واتخذ قرارا نهائيا بشأنها عبر الطريق ووقف ينظر لمياه البحر الهادئة فى شرود شرد ذهنه بعيدا تماما عن دنيا فوجد نفسه كالمسحور يخرج هاتفه ويتصل بوالدته التى تعجبت واصابتها الدهشة عندما سمعت صوته فى الطرف الآخر وهو يسألها عن أحوالها وصحتها وهى تجيبه باختصار متعجبة إلى أن قال بتردد 
متعرفيش يا ماما مهرة عاملة أيه النهاردة
أتسعت عيناها بعض الشىء وهى تقول بدهشة كبيرة
مهرة ! .. أنت سايب عروستك علشان تسأل على مهرة !
أرتبك أكثر وقال بتلعثم 
وفيها أيه يا ماما ..أنا أمبارح سايبها وهى تعبانة .. أيه المشكلة انى أطمن عليها دلوقتى
ضيقت عينيها قليلا وهى تقول بأرتياب
هى مراتك فين يا فارس 
شعر بغصة فى حلقة ومرارة على ه وهو يقول
 

61  62  63 

انت في الصفحة 62 من 124 صفحات