قصه عبره
انت في الصفحة 2 من صفحتين
الشنيعة.. هنا لم أستطع ان أتمالك نفسي. وذهبت لامسك بذراع الفتى وازيحه للخلف بعيدا عن تلك الفتاة الذي كاد ان يتمادى ويضربها المسكينة.. حينها وبخته بأن القوة ليس من شيم الرجال كي يطبقها على النساء. وان كان هناك مشكلة فستحل بالعقل.. وبعد محاولات الشاب بإستعماله العڼف. إلا انه مع الاخير إستكان وامتثل للحلول التي منحتها له.. والقضية كانت بسيطة جدا. فالفتاة أخذت مكان الشاب اين يضع مصطبته ويبيع عليها بعضا من الخردوات المنزلية.. فنصحتهما ان يتقاسما المكان بما انه واسع. فلا ضرر في ذلك. وكل واحد له قسمته ورزقه الخاص الموزعة عليهما بعناية من صاحب الارزاق.. كما هدأت من ڠضب الشاب بأن يتقبل الفتاة ويعتبرها كأخته. فلو كانت ليست محتاجة. لما إضطرت ان تكون على رصيف الشوارع بدل ان تكون اميرة في بيتها.
في تلك الليلة لم تفارقني صورة تلك الفتاة الغريبة وابتسامتها التي تبهج اي صدر مهموم. فاستغربت من حالي كما خجلت من نفسي. كيف افكر في فتاة تصغرني بسنين وهي لاتتعدى الثلاثين من العمر. ورغم ذلك لم امنع نفسي أن اذهب إلى ذاك الشارع. واتظاهر انني مار امام تلك الفتاة. هل ستتذكرني. ام ستحبط مناي ولكن الغريب ان الفتاة مجرد ان لمحتني من بعيد تركت مصطبتها دون حراسة. وقدمت نحوي راكضة.. فسلمت علي بحرارة وكأني قريب عاد للتو من سفره.. وكم سررت بذاك الإهتمام المفاجيء بالنسبة لي.. وبعد ذلك كثرت لقاءاتنا وتنوعت احاديثنا.
تزوجت بالاخير فتاة احلام الصغر رغم رفض اولادي بشدة خوفا من اخذها منهم ورثهم الذي ينتظرونه بلهفة. فأعادتني بأسلوبها الشقي وعاطفتها الحنونة إلى شبابي الذي مر كالطيف ولم انعم بتلك المشاعر الصادقة النبيلة التي منحتها كلها لها وانا في كبري.
النهاية.