الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ست البنات بقلم نهي مجدي

انت في الصفحة 21 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز

داليا ومتخيل حالتك دلوقتى عامله ازاى بس ارجوكى ردى عليا خلينى اسمع صوتك واطمن عليكى . مش هحلفك بحياتى يمكن ملهاش قيمه عندك بس وحياه تميم تردى عليا
اغلقت رسالته ودخلت فى نوبه بكاء من نوباتى التى لاتنتهى فكأن قلبى استعاد نبضه بعدما سمعت صوته فتدفق الډم لمخى واستعبت ما أنا فيه . عاد لرنينه الملح واتصالاته المتواصله ولكن بكائي وارتعاشه يدى حالت بينى وبين زر الإجابه فأغلقت هاتفى

________________________________________
كله ونزعت بطاريته حتى لا يكون هناك اى مجال لحديثنا معا الان .
ظللت ابكى حتى خارت قواى وخمدت طاقتى فنمت كالأموات حتى عصر اليوم التالى ودموعى فى عينى لاتنضب ولا تجف وكأننى أهرب من واقع ارفضه فلا اريد مواجهته ولا اريد ان اضطر لأخذ قرار حاسم الان فكان النوم هوا سبيلى الوحيد للهروب من صراعات عقلى التى لاتنتهى ولم استيقظ الا على بكاء تميم ولولا ذلك لظللت نائمه ماتبقي من عمرى انسج حلما جميلا اعيش لداخله واترك ذلك الواقع المرير الذى يتفنن فى ان يذيقنا كل انواع العڈاب . استيقظت وانا اكبر من عمرى بعشرون عاما اضافها القدر لعمرى فكنت اتحرك ببطئ كالعجائز وعيناى شبه مغلقتان ومتورمتان من كثره البكاء . كان لابد من وقفه مع نفسي وحديث صامت طويل احسم فيه امرى ولكن لم استطع ان انل ذلك الوقت الان فلم تمر اكثر من ساعه منذ استيقاظى حتى سمعت طرقات على باب شقتى . قمت متكاسله افتح الباب ببطئ ولكنى استعدت انتباهى دفعه واحده
داليا
وجدتها واقفه امام بابى مبتسمه متحدثه بهدوء
ممكن ادخل
ازحت لها الطريق لتدخل ومازالت عيناى ترمقها بنظره تحوى مشاعر كثيره متضاربه تتخبط بداخلى حتى فقدت القدره على استيعابها . دخلت وجلست على اقرب مقعد ومازالت ترسم الك الابتسامه على شفتيها واشارت على الكرسي المجاور لها
مش هتقعدى
اغلقت الباب واتجهت ناحيتها انظر لها بريبه وكأننى اريد ان اغوص داخل تلابيت عقلها لأعرف سبب تلك الزياره المفاجئه
انا عارفه انك مستغربه وجودى دلوقتى وعاوزه تعرفى انا جيالك ليه
اجبتها ببرود
ياريت
استدارت ناحيتى فكنا جالسين بجوار بعضنا البعض وأعيننا متلاقيه وكأنها جلست صراحه تظهر فيها ملامح الاشياء ودار حديثنا
بصي ياميراس . انتى لما اتجوزتى كنا وقتها اصحاب وكنا قريبين من بعض وكنت انا اسعد واحده بوجودك علشان انا مليش غير اختى وبعيده عنى وقولت هتبقى
انتى اختى القريبه ولما عابد تعب واتوفى كنت اكتر واحده ھتموت من الزعل علشانك . بنت صغيره لسه فى اول حياتها تتجوز شهور وجوزها ېموت وكمان تكتشف انها حامل وهتضطر تتحمل مسؤليه تربيه طفل لوحدها . كل اللى حصلك واللى هيحصل لابنك لو لاقدر الله كنتى كملتى لوحدك من غير زوج يتحمل المسؤليه معاكى هوا اللى خلانى اوافق ان عمر يتجوزك . مش هقولك انى اتصرفت بمثاليه اكيد كان جوايا بيتقطع ومرت عليا ليالى كتير كانت الدموع مش بتنشف من عينى بس كمان مقدرتش اسيبك لوحدك تواجهى العالم وتتبهدلى او يحصل لتميم اى حاجه وحشه ووعدنى عمر انه هيصارحك ان الجواز بينكم هيبقى قدام الناس بس لكن فى نظره هتفضلى مرات عابد ... بس للاسف عمر رجع فى وعده ليا وكنت بشوف فى عينيه نظره حب ليكى . كنت بشوفه ملهوف عليكى وغيران لو حد كلمك وفرحان بوجودك ونجاحك وشايفك حاجه عظيمه وطبعا لو حاول الف مره انه يمثل غير كدا والناس كلها تقتنع لكن انا الوحيده اللى مش هصدق لان قلب الست مبيغلطش تجاه زوجها واولادها ابدا وتقدر تعرف اى تغيير ولو بسيط حصلهم . وانا علشان معنديش اولاد كان عمر كل حياتى .
انا عارفه انى عملت معاكى مواقف بايخه كتير بس حطى نفسك مكانى . زوجه بتعشق التراب اللى بيمشى عليه جوزها وفجأه لازم تضطر توافق على جوازه من واحده تانيه ولا هتكون الۏحش الشرير اللى عاوز يحرم طفل يتيم من رعايه عمه ويحرم ست كبيره من تربيه حفيدها اللى ملهاش غيره وشافت ابوه بېموت قدام عينيها . وبعد ماكان جوزك مش شايف غيرك ومفيش فى حياته الا انتى بقى عنده زوجه تانيه المفروض ان ليها حقوق شرعيه زيك بالظبط ولازم تتقبلى الوضع دا والاكتر والاصعب لما تحسي ان جوزك بيحبها بجد مش مجرد جوازه والسلام واللى بيحبها بتنجح وتتقدم وتفرض وجودها على الجميع وانتى محلك سر بل بالعكس بترجعى لورا ودورك بيقل لحد ماهيختفى وهيختفى معاه وجودك . صدقينى كان صعب اوى استحمل كل دا علشان كدا كانت بتخرج منى تصرفات غبيه كتير ومش هطلب منك تسامحينى عليها . لكن دلوقتى ياميراس الوضع اختلف خالص انا .... حامل . امبارح بس اتأكدت انى حامل . يعنى هبقى أم وهيبقى لى طفل يشغل وقتى ويملى حياتى والطفل دا محتاج يتربى فى بيت مستقر علشان يقدر يطلع انسان سوى . مش هينفع
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 77 صفحات