روايه كامله
وتوجهت لغرفتها وبدأت فى الصلاة وقفت وركعت وسجدت بغير هدى لم تنتظرها العبرات للسماح لها بالقفزعلى وجنتيها بل انسابت بانهمار وبهدوء لا يشعر بها أحد ولا تستطيع أن توقفها كلمات العزاء و المواساة.
كانت تعلم أنها ستسمع هذا الخبر إن آجلا أو عاجلا ولكنها كانت تمنى نفسها بأنه لن يحدث بل كان الأمل لديها يزداد كلما تذكرت شخصية دنيا المختلفة تماما عن فارس لماذا تمنيت ونسجت خيوط الأمل حول أمنية بعيدة لا يراها سواى ألقى قلبى فى بحر الأحلام فأستيقظ لأجد نفسى وقد ڠرقت قدماى فى لجة مظلمة أصرخ فلا يسمعنى أحد أستغيث ولا مغيث لى إلا الله أمن الممكن أن يكون عقاپا من الله !.. هل ملك علي قلبى أكثر مما يجب ونسيت ربى قفزت المزيد من العبرات على وجنتيها ولكن هذه المرة كانت دموع من نوع آخر لها مذاق آخر.. مذاق محبب
ماشاء الله زى القمر ... ياما كان نفسى أشوف اليوم ده من زمان
وبدموع الأمهات الحاضرة دائما اختلطت ابتسامتها بدموع سعادتها به توجه فارس إليها مسرعا وقال بلهفة قائلا
أبعدها عنه برفق وهو يقول ببهجة
الواد عمرو جه ولا لسه
أنتبهت فجأه وكأنها قد نسيته فى خضم مشاعرها المختلطة وقالت
صحيح والله ده انا نسيته.. ده بره مستنيك
خرج فارس ليجد عمرو جالسا أمام التلفاز يقلب قنواته واضعا ساقا فوق الأخرى فهتف به وهو يضربه على كتفه
أيه يابنى انت قاعد على القهوة.. يلا اتأخرنا
مستعجل أوى على أيه .. بكره ټندم يا جميل
ضربه فارس على كتفه وقال
طب بكره نتفرج عليك يوم خطوبتك يا أمور
ثم تابع بمكر
اه صحيح ساعتها مش هتبقى مستعجل.. ده البيت لزق فى البيت
ضحكت أم فارس بينما لكزة عمرو فى يده وهو يقول
خفيف أوى ياخويا
وما أن فتح الباب وكأنه قد فتح شلال وجوههم فجأة أندفعت مهرة تجاههم تدفعهم تارة وتختبأ خلف فارس تارة أخرى وتتعلق بقدمه حتى كاد أن يسقط وهى تصيح
ووالدتها تجرى خلفها مسرعة وهى ممسكة بعصا صغيرة وتهتف بها پغضب
والله هتضربى يا مهرة لو ابوكى عرف بعمايلك دى هيكسر عضمك
وضع فارس يديه بين مهرة والدتها وهو يقول
فى أيه بس أيه الحكاية
قالت أم يحي بأحراج شديد
البت دى مش عارفة مالها كده.. مجننانى من يومها معلش متزعلش انا هقول لابوها
أنا
معملتش حاجة .. انا عاوزه اروح الفرح بس
تدخلت والدة فارس قائلة ب
خلاص علشان خاطرى يا ام يحيى متضربيهاش .. خليها تيجى معانا مفيهاش حاجة
قالت أم يحيى بخجل من مظهر ابنتها
مينفعش ام فارس مش شايفة منظرها
ألتفت عمرو وفارس ووالدته ليروها بوضوح لأول مرة منذ دخولها عليهم كالعاصفة هى كما هى بشعرها الأشعث دائما وغرتها المبعثرة على جبينها بغير هدى ولكن زاد عليها شىء واحد جعلهم يضحكون بغير توقف كانت تضع أحمر على ها بطريقة جعلتها كمهرجين السيرك وقفت تضع يديها فى ها وتقول بحنق
قال عمرو وهو مازال يضحك
ايه
اللى انت حاطاه على بؤك ده
تلمست مهرة أحمر ال بزهو وهى تقول بثقة كبيرة فى مظهرها
ده روش .. أنت متعرفش المكياش ولا أيه
ضحك الجميع وهم ينظرون إلى بعضهم البعض وقال فارس لعمرو
كسفتنا يا جاهل .. فى حد ميعرفش المكياش
هجمت والدتها عليها وأخذت بشعرها وجذبتها منه وهى تقول
والله ما هسيبك يا مهرة لازم تضربى النهاردة
أبعدتها أم فارس عنها
وخلصت شعر مهرة من بين يدى والدتها وقالت بحسم
والله لتسبيها انا حلفت بالله .. وأيه رأيك بقى هتيجى معانا.. يالا خديها ولبسيها حاجة كويسة وسرحيلها شعرها
هتفت مهرة بسعادة وهى تحتضن أرجل أم فارس حاولت والدتها الإعتراض ولكن
أم فارس حسمت الإمر بالقسم خرجت أم يحيى بصحبة مهرة لتبدل لها ملابسها بينما نظرعمرو إلى فارس مداعبا وقال
بقولك ايه احنا ممكن نهرب من مهرة ولا دى
محدش بيعرف يروح منها فين
ضحكت أم فارس وقالت
طب والله البنت دى زى العسل محدش يعرفها أدى.. أنا هدخل اعملكوا شاى لحد ما تنزل
جلس فارس أمام التلفاز وهو يقول
وادى قاعدة ..منك لله يا مهرة هتبقى السبب فى طلاقى فى يوم من الايام
ضحك عمرو وهو يقلب قنوات التلفاز فقال له فارس هامسا
مش ناوى بقى تتقدم انت كمان ولا ايه يا عم المهندس انت
جلس عمرو وظهرت علامات الشرود على وجهه قائلا
مش عارف يا فارس .. أولا لسه فاضلى سنة فى الكلية ..ثانيا مش متأكد منها .. خاېف ترفضنى
ربت فارس على كتفه وقال بابتسامة
خلاص كلها السنة دى وتتخرج وهتبقى مهندس قد الدنيا وبعدين احنا جيران ومحدش يعرف عنك غير كل طيب هترفضك ليه بقى
زفر
عمرو بضيق وهو يقول
مش عارف يا فارس قلقان بس مش أكتر
هتف فارس مداعبا
أنت