تحت سقف واحد
بصراحة طلقة أرض جو
ألقى يوسف إليهما نظرة عابرة والټفت في الاتجاه الآخر ناظرا لمياه النيل وهو يبتسم بسخرية ويقول
مفيش فايدة فيك. متعصب ومضايق وفي لحظة قلبت وبص الطلقتين دول. قولى صحيح يا وليد هو انت ابن عمى بجد ولا ابن عمى لحد ما تفرج بس.
أطلق وليد ضحكة عالية التفتت لها سلمى ونظرت له بدلال ثم عادت ونظرت إلى مريم مرة أخرى وأكملت حديثها معها ولكن مريم لاحظت ما تقوم به سلمى من نظرات متوالية فقالت
زفرت سلمى في ضيق خلاص يا ست خضرة الشريفة خلاص. أشربى وانت ساكتة
تناول وليد قهوته ومازال يرمق سلمى بنظرات جريئة وهي تختلس النظر إليه من وقت لآخر وكأنها تراسله فقال ليوسف
شكلى دخلت دماغها يا يوسف.
مط يوسف شفته بازدراء قائلا يابنى انضف بقى. انت عمرك ما تبص لواحدة نضيفة أبدا
ضحك وليد وقال ماهى لو نضيفة مش هبصلها يا عم يوسف ولا ايه
قال وليد بخبث ما انت واعى اهو وعرفت انه فيلم أومال عامل قطة مغمضة ليه.
تنهد يوسف بقوة وهو يقول البنات المحترمة بقت تتعد على الصوابع
داعبه وليد بمرح حتى الصوابع دى هقليها في الزيت واعملها صوابع زينب واكلها
قال وليد بتصميم وهو ينظر لسلمى لا مش همشى إلا لما آخد نمرتها. حرام عليك عنيها هتطلع عليا شكلها حبتنى زى اخوها أوعى تفهمها صح يا يوسف.
نهض يوسف وهو يدفعه من كتفه قائلا قوم يابنى انت حرمت عليك عشتك قوم. والله عال مش ناقص غير الأشكال دى كمان
نفسها تبقى محترمه بس قفلوا عليها الفرن بدرى شوية
ألقى عليها يوسف نظرة سريعة قبل أن يغادر وقد احتلت وجهه علامات الازدراء والتقزز.
في أيه يا جماعة مالكوا قاعدين مبلمين كده ليه
نظر لها إيهاب بعصبية وقال أتأخرتى ليه يا مريم. أعملى حسابك مفيش خروج تانى انت فاهمه ولا لاء
تدخلت إيمان محاولة تهدئته قائلة لوسمحت أهدى يا إيهاب مش كده. هي مالهاش ذنب
صاح بانفعال سبونى لوحدى دلوقتى.
لمعت عيني مريم بالدموع وأسرعت إلى غرفتها لحقت بها إيمان وقالت مهدئة إياها معلش يا مريم أخوكى متعصب شوية وجات فيكى
قالت مريم وهي تبكى بشدة أول مره يزعقلى كده. وكمان معملتش حاجة
جففت مريم دموعها وهي تتسائل يعنى أيه ڠصب عنه. في حاجة حصلت
قالت إيمان بارتباك عمك حسين جالنا النهاردة.
تسرعت مريم قائلة طب وفيها أيه
نظرت إليها إيمان بشك متسائلة ومالك كده كأنك كنتى متوقعة الخبر
نظرت لها مريم بتماسك وهي تقول بتلعثم عادى يعنى مش ده عمنا برضة
إيمان م وقالت پغضب مكتوم تعرفى أيه يا مريم ومخبياه عنى. أنت كنتى عارفة أنه جاى مش كده
همست مريم برجاء هقولك بس متقوليش لإيهاب
رمقتها إيمان بنظرات ثاقبة وقالت قولى.
أبتلعت مريم ريقها وقالت ماما لما جات من السفر وباتت معانا هنا قالتلى انها هتبعت لعمى حسين جواب وتعرفه مكانا وقالتلى انه احتمال كبير يجيلنا هنا
ضيقت إيمان حدقتاها بتفكير ثم قالت والجواب ده بعتته قبل ما تنزل مصر
هزت مريم رأسها نفيا وهي تقول لا من مصر
قالت إيمان بدهشة أمتى! دى جات باتت معانا ومشيت الصبح وإيهاب وصلها المطار.
نظرت إليها مريم وقالت بتردد لا أصلها مش زى ما فهمتكوا كده انها لسه وصله المغرب لا. دى كانت وصلت من بعد الظهر وبعتت الجواب ده لعمى قبل ما تجيلنا هنا البيت وتبات معانا
نظرت لها إيمان بعدم تصديق وقالت ازاى
الكلام ده. عمى قال في كلامه ان الصندوق كان فاضى امبارح وهما نازلين من الشركة بالليل و انه لقى الجواب في صندوق البريد بتاع الشركه النهاردة الصبح.
قالت مريم بضجر معرفش بقى هي قالتلى انها اتصرفت وشافت حد تثق فيه
نظرت لها إيمان محذرة وقالت مريم
هتفت مريم مدافعة عن نفسها والله ما اعرف اكتر من اللى قلته. ومش انا اللى بعت الجواب والدليل على كده انى كنت معاكى في البيت الصبح ومخرجتش غير بعد الضهر.
تنهدت إيمان بقوة أخرجت فيها ما يعتمل في صدرها من قلق وتوتر ثم قالت خلاص مش مهم مين اللى بعت الجواب مش دى القضية دلوقتى. المهم دلوقتى لازم نقعد نفكر في الكلام اللى عمى قاله وفي العرض اللى عرضه علينا.
5
الفصل الخامس
جمع حسين عائلته وعائلة أخيه إبراهيم وقص عليهم