رواية ونس بقلم سارة مجدي
وحسرة حتى سمعت صوت سيارة الإسعاف تدوي تخبر الجميع عن أخر رحله لجسد رجل كان ونعم الرجال. أبن بار رغم كل شيء. وأخ حاني وسند لأخوته. وصديق مخلص. وحبيب نادر الوجود ورجل ندر وجودة. لتصرخ بكل
ما أستطاعت _ أديم.
تجلس في شقتها الذي ساعدها في تأجيرها فيصل. فيصل الذي أصبح الأن بين الحياة والمۏت بسبب أخيها. ظلت تبكي
ظلوا يبحثون في الفنادق حتى أنهم ذهبوا إلى القصر وشقه طارق لكنهم لم يجدوها. ليخبره همام أن يعود إلى المستشفى وسيذهب هو إلي قسم الشرطة وسيكمل بحث عنها بطريقته. وأذا وصل لشيء سيخبره فأومأ بنعم وبالفعل صعد إلى سيارته عائدا إلى المستشفى. وأخذ همام سيارة أجره إلى قسم الشرطة.
قالت سالي بمرح ليضحك بصوت عالي وهو يقول_ طيب أعمل أيه بس تعرفي أنا بفكر أعمل لها ركن كده مخصوص في مكتبي وأخدها كل يوم معايا
ليكون الدور عليها هي في الضحك. وقالت بسعادة_ ربنا يباركلي فيك وفيها
_ ويباركلنا فيكي يأم حياة
صمتت لثواني ثم قالت_ هتعمل أيه النهاردة
ليجيبها بهدوء
أغلقت الهاتف وعادت أدراجها حتى غرفة أبنتها وقفت أمام سرير صغيرتها التي لم تكمل عامها الأول بعد تنظر إليها بحب وهي تتذكر ما حدث قديما..
حين فتحت عيونها أول مره بعد ما حدث لم تستوعب أين هي أو ماذا حدث لكن وبعد عدة لحظات بدأت الذكريات تعود إليها بقوة لتصرخ بصوت عالي بأسم حاتم
كانت تنظر له بتشتت وضياع والدموع ټغرق عينيها زهرته ذبلت وأوراقها النديه يبست. لكنه
لن يسمح بذلك. سوف يخفي حزنه ويدفنه داخل قلبه من أجلها ومن أجل الباقين لكنها أغمضت عيونها وذهبت في إغمائه جعلته ينتفض ينظر إلى الطبيب الذي أقترب سريعا يتفقدها. ليخبره إنها في غيبوبه. لكن الأمور مستقره وتلك الغيبوبه. متوقعه
كان حاتم يتذكر كل هذا أيضا وهو يقود سيارته متوجها إلى شركته وأكملت الذكريات تنهمر على عقله. حين خرج من الغرفة متهدل الأكتاف بعد أن أطمئن عليها إنها نائمه ولن تستيقظ الأن. ما يحدث معهم الأن شديد وصعب. مؤلم حد المۏت كيف يتحمل ذلك مۏت صديقه وأبن عمه الذي دفنه بيده. وقف وسط جمع غفير من الناس. موظفين المؤسسه. عمال القصر. عمال المستشفى. وبعض المارة بالشارع الذين سمعوا في مكبرات الصوت الخاصه بالمسجد الذي يجاور المستشفى أن هناك حالة ۏفاة وسوف يتم الصلاة عليها الأن عدد
كبير وقف خلفه الچثمان يصلي من يعرفه ومن لا يعرفه. كان حاتم يبكي طول صلاته على صديقه الوحيد المقرب والغالي. وحين حمل النعش حتى يوصله إلى مثواه الأخير لم يكن يستطيع التحكم في دموعه. ولا حديثه الذي لم يكن أحد يفهم منه شيء سوا همام أقربهم له_ رايح فين وسايبني يا أديم هنا عليك تسيبنا وتمشي. هان عليك تسيب تار نرمين. طيب ونس هتسيبها كده وتمشي من غير كلمه وداع ولا لوم ولا حتى حب. طيب وأنا يا أديم أعمل أيه من بعد يا صاحبي. قولي. أعمل
أيه من غيرك. المسؤليه تقيله أوي يا أديم أوي. ااه يا صاحب العمر والأخ والسند اااه يا كل حاجة حلوه في حياتي مرتبطه بيك
صمت لثواني يحاول أيجاد صوت من بين شهقاته أكمل قائلا_ متخفش يا صاحبي أخواتك أمانة في رقبتي هشيل سالي جوه قلبي وراسي وجوه عيني. ونرمين أختي وفي ظهرها ومش هسيبها أبدا. وهجيب تارك من طارق وتارها. أطمن يا صاحبي أطمن أنا موجود وهسد في غيابك. غيابك إللي دبحنى وھيموتنا كلنا من بعدك
كان همام يبكي على كلمات حاتم. هو لم يتعرف على أديم من وقت طويل لكنه حقا شخص مميز وذلك الحزن الظاهر على حاتم قليل على خسارة شخص مثله وحين فتح النعش وحملوا الجسد من داخله أنهار حاتم في البكاء وهو يتشبث به بقوه وېصرخ بكل ألم قلبه_ هتوحشني يا صاحبي. هتوحشني يا أديم هتوحشني أوي أوي يا صاحبي
ليربت
همام على كتفه وقال _ مينفعش كده يا حاتم حرام عليك متعذبوش
ليبتعد حاتم منتفضا وهو يقول_ حقك عليا يا صاحبي
وبدء العمال في عملهم وكان صوت ټحطم قلب حاتم مع كل لحظه تمر وتلك الحفره تغلق على أبن عمه تصم أذنه وتجعله يود أن يكون معه الأن. داخل تلك الحفره. أو يعود الزمن ولا يحدث كل هذا
وعلى جلوس همام جواره بوجه لا يفسر خرج هو من أفكاره. ليغمض عينيه بقوه هو لا يتحمل كل هذا. لا يتحمل كل تلك المصائب لكن همام قال _ حاتم أنا محتاج منك تيجي معايا علشان تتعرف على چثة كاميليا
لينظر إليه حاتم پصدمه لتنحدر دموع همام وهو يقول بوجه حاد_ في واحده بلغت عن حدوث حالة ۏفاة روحنا الشقه وعرفنا أنها بتشتغل عندها من أسبوع واحد بس وأن ده معاد حضورها كل يوم الصبح وبعد ما بدأت في ترتيب البيت حست أن صحبة الشقه في أوضتها فسابت تنظيف الأوضة أخر حاجه لكن لما فات أكثر من ساعتين وهي مخرجتش خبطت عليها ولم مسمعتش رد دخلت ولقتها واقعه على الأرض وڠرقانه في بركة ډم. وأنها قاطعه شرايين أيديها
صمت يحاول تمالك نفسه كل هذا وحاتم ينظر إليه پصدمه ألجمته لا يعرف ماذا عليه أن يفعل أو يشعر الأن ليكمل همام _ لما روحنا المكان عرفتها على طول وأتاكدت من البطاقه كمان لكن لازم حد من أهلها يأكد إنها هي. ويستلمها
ماذا فعلت عائلة الصواف لتعاقب بكل تلك العواقب ما هذا الذنب الذي يجب التكفير عنه بكل هذا الألم كل هذا كان يدور داخل عقل حاتم الذي يسير جوار همام جسد بلا روح. حتى وصل إلى المشرحه التي وضعوا بها
الچثمان. وحين رفعت الممرض الغطاء عن وجه كاميليا. أنحدرت دموعه وهو يقول_ ليه يا كاميليا ليه ذنبك دلوقتي في رقبة مين في رقبة أخوكي إللي دمر العيله كلها ولا في رقبتي أنا ليه يا كاميليا ليه الله يرحمك ويغفرلك ذنبك الكبير ده
والمشهد يتجدد من جديد الصلاة والچنازة والډفن والدموع والحصره والألم. كل ذلك كيف يتحمله قلبه كيف لم يعد هناك مكان لچرح جديد وصدمه جديدة عاد إلى المستشفى لكنه لم يستطع الصعود توجه إلى المسجد توضئ ووقف بين يدي الله يتوسله الرحمه والمغفره والمواسه والقدره على التحمل. طلب الدعم والرحمه. طلب السند وأن يربط على قلبه بالصبر والسلوان وحين عاد إلى المستشفى جلس مكانه من جديد أمام غرفة الرعايه ينتظر أن يطمئن علي الباقين من عائلته. خرجت الممرضه ووقفت أمامه تقول_ مدام سالي عايزه حضرتك
لم ينتظر أن تكمل كلماتها ودلف سريعا إليها. ليجدها مغمضه العينين واضعه يديها فوق بطنها ودموعها تنحدر من عيونها دون توقف فهمس بأسمها لتنفتح عيونها تنظر إليه بحزن وقالت _ كنت حامل أبني ماټ يا حاتم ثمره حبنا. ونتيجة تحسن علاقتنا ماټ وراح
أقترب منها وجلس على السرير جوارها وقال _ قولي الحمدلله إنا لله وإنا إليه راجعون. لله ما أعطى ولله ما أخذ. اللهم أأجرني في مصېبتي وأخلفني خيرا منها
رددت خلفه ودموعها لا تتوقف. ليقول من جديد_ أحنا لسه مع بعض والحياة قدامنا ونجيب بدل العيل عشرة المهم أنت يا سالي. المهم أنت تبقي بخير. المهم أنك معايا
ظلت تبكي بين ذراعيه وهي
تومئ بنعم. وبسبب
حالتها لم يستطع أن يخبرها عن أديم وكاميليا وكذب عليها وقال إن الجميع بخير لكن كله في حالة صډمه وإللي متنيم بسبب الأدوية وإللي في غرفة الرعاية علشان العمليات إللي خضعوا ليها. لتدعوا لهم جميعا بالشفاء وغفت بين ذراعيه وحين علمت بالخبر بعد فتره كانت هي الأخرى على موعد مع الأنهيار العصبي الذي ظلت نائمه بسبب مفعول الأدوية لعده ايام أخرى
كانت الذكريات تتولى على رأس حاتم دون توقف خاصه مما حدث مع كاميليا حين مر من أمام المبني التي كانت تسكن به والذي حدثت به الحاډثه خاصه ما حدث بعد ذلك بعدة أيام لم يقل ألم عما سبقه وكأن هناك في قدر تلك العائلة مكان لچرح جديد أو مصېبه جديدة أو ڤضيحه جديدة
فبعد أربع أيام
من يوم الحاډث وحين فاقت شاهيناز كانت في حالة هياج شديدة أستطاع الأطباء السيطرة عليها بشق الأنفس لكن ذكاء ودهاء شاهيناز هانم السلحدار كان حاضرا أيضا حتى بعد أن