رواية ليلي كاملة
قالت
انتي هتفضلي لحد أمتي مش بتحسي.. مش كفاية أنها لحقتنا كلنا من البلاوي اللي كنا هنقع فيها بعد مۏت أبوكي .. و كفاية أنها شايلة حملنا كلنا علي أكتافها و مبتتكلمش .. شايلة الشركة علي دماغها اللي محدش منكم يا بهوات بيقرب منها و كمان شغلها.. و أنتم بس كل اللي بتعملوا أنكم بتأخدوا الفلوس تفرتكوها يمين و شمال علي الكلام الفاضي و محدش فيكم فالآخر بيقولوا حتي كلمة شكرا
ألف مبروك فارس ... أنا واثق أن المستشفي علي أيدك هتوصل لمكان عالي جدا..
الله يبارك فيك يا محمود.. يا ريت بقي تجمع الدكاترة عشان تعلن عن بيع المستشفي و طبعا مش عايز اوصيك اسمي ميتقالش ..
تمام يا فارس ... علي ما حضرتك تخلص قهوتك هكون أنا عملت أجتماع لدكاترة المستشفي .. بس استفسار لو دكتور ليلي سألتني علي الشريك اللي بعتلوا نصيبي اقولها ايه.. و معلش سؤال كمان هو ليه حضرتك مش عايز تظهر قدامها دلوقتى!!
ارتفع حاجبها باستغراب و هي ترفع رأسها نحو تلك المتحدثة لتقول
اجتماع عاجل !! من أمتي محمود بيعمل اجتماعات من غير ما يقولي !
معرفش و الله يا دكتور.. هو بس بيقول لحضرتك تيجي بسرعة لأنه عايز يتكلم معاكي علي أنفراد قبل ما الدكاترة ما يجوا...
دلفت الي مكتبه و هي تنظر إلي التوتر البادي علي ملامحه لتقول
خير ... مش مستريحالك !!
بصي يا ليلي انا عارف أنك مبتحبيش اللف و الدوران .. و عشان كدة أنا هاجي معاكي دغري ... أنا بيعت نصيبي في المستشفي..
أتسعت عيناها پغضب و نهضت كالعاصفة التي علي وشك الهبوب قائلة
يا ليلي أنا بقالي فترة قايلك أني برتب نفسي عشان إسافر لمراتي و اولادي في فرنسا و أستقر هناك.. و أكيد كان لازم أبيع نصيبي
طيب ما انا قولتلك أني أنا هشتري منك نصيبك..
يا ليلي أنتي مش هيفرق معاكي خصوصا أن أنا
صلا نصيبي ٢٥ من المستشفي..
كانت علي وشك أن ترد عليه و تعنفه علي غبائه هذا الذي أضاع منها المشفي التي كانت تسعي لجعلها ملكها دون شراكة أحد .. لكن دخول الأطباء جعلها تنظر له و الشرر يتطاير من أعينها و تصمت نهائيا
الفصل الثاني
كان يتجول في مكانهما القديم التي كانت تفضله كثيرا باحثا بعينيه عنها.. بلهفةو شوق بعد غياب خمس سنوات.. و مازال وعدها له يتردد في أذنه
هستناك... هستناك رغم أن أنت بتقولها بلسانك يا يوسف أن أحنا ملناش نصيب في بعض.. بس أنا واثقة أن و الله أحنا هنتجمع تاني ..
و يبدو أيضا أنها بدأت حياة جديدة .. حياة جديدة بدونه.. و تخلت عن وعدها له
في نفس الوقت التي خرج فيه ... كانت هي تدور بين ذراع هذا الوسيم المتعلقة برقبته لتلمح طيف له.. ربما كان يهيئ لها.. لكنها قالت بهدوء
ثواني يا مروان و هرجعلك
خرجت مهرولة علها تلحق هذا الطيف الذي رأته.. و بالفعل لم تكن مجرد تهيؤات.. لا تعرف كيف اجتازت تلك المسافة الفاصلة بينهما ركضا ... وقفت أمام سيارته و هو علي وشك التحرك لتتسع عيناه پصدمة و هو يخرج من السيارة و هي تقترب منه لتقف أمامه كأنها غير مصدقة أنه أمامها بعد أن فشلت كل محاولاتها للعثور عليه طوال تلك
السنوات السابقة..
تنفس بعمق و هو يقول بلهجة جاهد لكي تكون ثابتة
هنا... أزيك !
ك ك.. كويسة ..
قالتها بصوت متحشرج غير مصدقة انه بعد غياب كل تلك السنوات .. تكون مقابلتهما بكل هذا البرود ... هتفت في محاولة لتحريك ذكرياته
ما وحشتكش !!
اممم.. أكيد وحشتيني أنتي و طنط مرڤت و اخواتك كمان ..
ليس هذا ما تريده منه .. أخذت عيناها تتجول ما بين مقلتيه العسليتان و هو واقف أمامها واضع يديه بجيبا بنطاله كجبل الجليد الذي لا يتحرك له ثابت
يوسف أنت مالك بتتكلم كدة ليه !!
انا !.. بتكلم ازاي يعني.. عادي.. أظن كمان يا هنا أن هو دة كلامنا مع بعض أصلا لا أكتر و لا أقل .. و عن اذنك بقا لأن عندي شغل كتير و
بعدين أنتي كمان ممكن تتاخري علي خطيبك اللي كنتي واقفة معاه.. مش خطيبك برضو !
هزت رأسها و قد بدت الأمور أكثر وضوحا لها.. فقد رآها مع هذا المعتوة المدعو ب مروان .. و لكن مهلا.. يجب عليه أن يتفهم الأمور .. قالت بهدوء
يوسف .. الموضوع مش زي ما انت فاهمة.. ممكن تقعد عشان أفهمك ..
قاطع حديثها قائلا
مفيش حاجة تتفهم يا هنا .. عن اذنك بقي لأن أنا كدة أتأخرت .. و ربنا يوفقك في حياتك ...
تركها في صډمتها هذه و استقل سيارته و انطلق لتقف هي متأملة في محله الذي كان يقف فيه و دموعها تنساب علي وجنتيها بخفة كحبات من الألماس متدحرجة علي سطح مطلي بالذهب ..
كانت جالسة بغرفتها شاردة كعادتها و هي تتطلع بهذا الكتاب في يدها ..
هذا الكتاب الذي شهد كل لحظة من لحظات حياتها معه.. كل موقف حدث بينهما سواء كان .. مفرح رومانسي حزين .. كان هذا الكتاب يكتب بيديه و يديها
حتي لحظة ابتعادهما و انفصالهما شهد عليها ..
انتفضت من محلها و عيناها متسعتان بخضة عندما فتح الباب و اصطدم بالحائط بقوة و هي تنظر لشقيقتها الواقفة أمامها و الڠضب جالي علي وجهها لتقول
مقولتليش لية أن فارس رجع من السفر يا ليلي !
سارت حتي أصبحت أمامها مباشرة و هتفت ببرود أعتادت عليه خاصة عند معاملة كلا من فاطمة هنا
أولا الطريقة اللي أنتي ډخلتي بيها دي طريقة الناس الھمجية بس يا بشمهندسة ثانيا لو اللي حصل دة أتكرر تاني يا هنا متزعليش مني
ثالثا بقي و دة الأهم ان انا معرفش أن فارس أصلا رجع من السفر و حتي لو أعرف دة شيء ميهمنيش و مظنش كمان أنه يهمك..
لا يهمني .. كان لازم أعرف ان يوسف رجع ..
رفعت حاجبها بسخرية و قالت
اها.. فهمت عشان تلحقي تبعدي عن شوية الصيع اللي انتي ماشية معاهم.. هو شافك معاهم و لا اية !
هتفت بصوت مرتفع و نبرة تشوبها الڠضب
بطلي بقا برود شوية .. و متكدبيش لأني واثقة انك كنتي عارفة أن فارس رجع و مقولتليش..
و انا هكدب لية بقي.. هخاف منك مثلا.. بس احب اقولك اني فعلا اول مرة اعرف ان فارس رجع مصر منك دلوقتي .. و لو مش عايزة تصدقي فالحيطة قدامك اهي
ماشي يا ليلي بس خليكي فاكراها..
خرجت مثلما دخلت بعاصفتها الهوجاء لتجلس ليلي علي الفراش و هي شاردة..
لقد عاد مرة أخري .. ترى هل عاد لها .. أم عاد لقضاء عمل له و يذهب مرة اخري ..
و إن كان قد عاد لقضاء عمله.. فلم بعث لها بهذه الورود إذا !
أسئلة كثيرة تدور بذهنها و لم تجد
مفر منها
كان جالس يتابع العمل علي الحاسوب الخاص به و هو ينظر إلي يوسف بطرف عينيه منتظر أن يتحدث بما فيه بدلا من جلوسه شارد هكذا لكنه لا يفعل.. حتي قال فارس
مالك !
ها.. مليش يا فارس ..
ترك فارس ما بيده و اتجه ليجلس أمامه مباشرة و هتف و هو يضع كفه علي كتفه
مقولتليش عملت أية النهاردة
في أية بالظبط !
رفع فارس حاجبه بتعجب و قال
أنت مش روحت النهاردة عشان تقابل هنا .. عملت اية معاها !
تنهد يوسف بحسرة علي حبه الوحيد و قال بابتسامة سخرية
و لا حاجة.. معملتش و لا حاجة.. من الواضح انها بدأت حياة جديدة .. ربنا