رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن
طويلا ثم يتجاوزها إلى غيرها يتاملها برفق وكأنه يخشى فقدانها ... رفع رأسه إليها فوجدها تتامله مبتسمة فقال
منمتيش ولا أيه
قالت بعذوبة
لاء نمت بس صحيت على صوتك وأنت بتقرأ القرآن وأنت بتصلى حقيقى صوتك حلو أوى فى القرآن يا فارس
كان قد عاهد نفسه على عدم الدهشة ولكنه لم يستطع ..رفع حاجبية ومط شفتيه بقوة ثم أعاد رأسه إلى الملف وأكمل ما كان بدا ..كانت هى تبحث عن كلمات مناسبة لا تستفزه بها وهى تسأله عن القضية حتى لا تشعره أنها تعلم شىء عنها ...تنحنحت فى خفوت ثم قالت
أومأ برأسه
ببطء دون أن ينظر إليها وقال
فعلا قضية مهمة
قالت بنرة أنثوية ضعيفة
طب ما تشرحهالى يا فارس .. أنت خبره كبيرة اوى ونفسى اتعلم منك
نظر إليها و حاله يقول
أى نوع من الاعاجيب يحدث فى هذا اليوم .. ما هذا الهدوء والسکينة والتعاون والتواضع هذه ليست دنيا ابدا
دى قضية متهم فيها شاب صغير پ
واحدة بالعربية بتاعته والشهود بيقولوا انه كان قاصد وانها كانت واقفه على الرصيف اصلا وكمان التحريات بتقول انه كان يعرفها يعنى ال ه مش صدفه
تيقنت دنيا من كلام وائل أكثر عندما وجدت فارس يتكلم عن القضية وكأنه قد عزم رفضها قالت بحنكة
طب والمتهم أعترف ولا قال ايه
بالعكس ده صمم انه برىء وان الشهود متلفقين والتحريات متلفقة ابوه كمان لما
قابلنى قال انه ليه اعداء فى السوق وجايز يكونوا ملبسين ابنه القضية
نظرت فى عينينه تكاد أن تخترقهما وتتسلل إلى عقله لتعرف فيما يفكر وماذا سيقرر وقالت وبلا مبالاة
مش جايز فعلا كده
مط شفتيه وهو يقول
كله هيتحدد لما اروح اقابل المتهم
انا هقدر اعرف منه هو عمل كده فعلا ولا لاء
قالت بشك
وهو يعنى هيعترفلك
أعاد رأسه إلى الاوراق مرة اخرى وهو ينهى الحديث قائلا
سيبيها على الله
كانت عزة تحضر الطعام بسرعة وتضعه فى الاطباق وتنقلها على الطاولة ضاحكة وهى ترى عمرو يلكم الوسادة بقوة مرات متتالية فتسقط الوسادة على الارض فيأخذها ويلكمها مرات أخرى ثم ېخنقها بيديه پعنف وقد تصبب عرقا فقالت وهى تجلس حول الطاولة بجواره
ألتفت إليها وهو يمسح العرق عن جبينه وقال وهو يلهث
بتمرن عندى ماتش ملاكمة
ضحكت مرة أخرى وقالت
أول مرة اعرف انهم بيخنقوا
بعض فى الملاكمة
هز رأسه نفيا وهو يتناول الملعقة قائلا
لا ده مش علشان الملاكمة.. ده علشان لو واحد ضايقنى أخنقه وأخلص منه
وضعت كوب المياه أمامه وهى تقول
نظر لها بطرف عينيه مازحا وهو يقول
بتقولى فيها .. أنا فعلا هلاعب بلال تايسون
نظرت إليه بدهشة وقالت
أيه ده بجد والله ..هى دى مسابقة ولا ايه
وضع الطعام فى فمه وقال
لا يا بنتى مسابقة أيه.. أصلا بلال هو اللى بيمرنى انا وفارس فى مركز الشباب اللى جانبنا
استندت بذقنها على راحة يدها وهى تقول
أنا نفسى الاقى حاجة واحدة الدكتور بلال مبيعرفش يعملها.. حتى الملاكمة هو اللى بيمرنكوا
ضربها على كتفها بخفة وهو يقول بحنق
ايه يا ماما مالك معجبة بيه كده ليه .. طب بكره هتشوفى هكسرهم هما الاتنين على حلبة المصارعة
نظرت له بدهشة وقالت
هى مصارعة ولا ملاكمة
وضع قطعة من اللحم فى فمها وهو يقول
كلى وانت ساكتة
صمتت قليلا وهى تنظر له باضطراب ثم تشجعت وقالت
عمرو أنا لازم اروح لدكتورة علشان موضوع الحمل
وضع الملعقة فى طبقة ونظر لها معاتبا وقال
احنا مش اتكلمنا فى الموضوع ده قبل كده وقلنا نسيبه على ربنا
أسندت وجنتها على راحة يدها وقالت
أحنا متفقناش.. أنت اللى قررت وانا اضطريت اوافق انا مش عارفه انت ليه مش مهتم
أخذ كفها من تحت وجنتها ووضعه بين راحتيه وقال بهدوء
مش عاوز حاجة تشغلك عنى وعن اهتمامك بيا لوحدى.. ومدام التاخير جاى من عند ربنا لوحده يبقى خلاص
حاولت أن تعترض ولكنه وضعه أصبعه على شفتاها وقال
أنت مش عارفة يا حبيبتى انا محتاج اهتمامك بيا قد أيه.. ومش عارفة أن تفرغك ليا بيحمينى من حاجات شكلها ايه
قالت بقلق
تقصد ايه
وقال مبتسما
مش قصدى حاجة.. كل الحكاية انى عاوزك تفضيلى .. أنا وبس ..وأنا ممنعتكيش من الخلفة ..ووقت ما ربنا يأذن هتحملى ..بلاش نستعجل
دخل فارس مكتبه مساءا فوجد الرجل صاحب القضية فى انتظاره.. صافحه معتذرا عن التأخير وأشار إليه بالجلوس ..جلس الرجل ثم نهض مرة أخرى
ووضع أمام فارس الاوراق التى طلبها ووضع فوقهم شيك بالأتعاب ..نظر فارس إلى المبلغ المدون أمامه ثم رفع رأسه للرجل وقال
أنا قلت لحضرتك انى مش هقبل أى حاجة إلا لما اقابل المتهم بعد كده هقرر وبعدين المبلغ ده كبير أوى
قال الرجل بسرعة وبصوت يشبه البكاء
فلوس الدنيا كلها فدى ابنى وبعدين انا متفائل ان شاء الله لما تقابله هتتاكد أنه برىء أنا متأكد
نظر إليه فارس بإشفاق ومد يده بالشيك قائلا بحسم
معلش حضرتك خده ولو وافقت نبقى نتكلم
فى حكاية الاتعاب دى بعدين ...أنا هروحله بكره على طول ان