الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية اخطائي الجزء الأول شهد محمد جادالله

انت في الصفحة 18 من 233 صفحات

موقع أيام نيوز


كنت فين 
لتتأفأف هي بعصبية 
يووووه بقى يا نغم قولتلك كنت في المكتبة انسي بقى الله يكرمك دماغي ورمت من أسئلتك مش هيبقى انت وهو عليا
لتتنهد نغم وتربت على ساقيها قائلة في محبة خالصة لها 
خلاص مش هسألك تاني .....بس عايزاك تعرفي ان يامن بيحبك .....أديله فرصة وحاولي تفهميه
أعترضت بعصبية من جديد 

انت ليه مش عايزة تفهمي يامن ده لو أخر راجل في الدنيا مستحيل أحبه .....
ليه بس والله ده حد كويس اوي !!
هزت رأسها بعدم اقتناع وأخبرتها متهكمة 
حد كويس ..... والذل اللي بيذله ليا ده تسميه أيه وكبته لحريتي ده اسميه ايه
هو بيعمل كده علشان خاېف عليك وصدقيني اللي بيحب بيعمل أكتر من كده
نفت برأسها واسترسلت بنبرة مخټنقة وكأن صديقتها دون قصد دعمت ذلك البركان الخامل بداخلها للأنفجار
هو خاېف على الفلوس مش عليا ....خاېف على الثروة العظيمة دي تفلت من تحت ايده
انت بتبصي للأمور من زاوية واحدة يا نادين مش يمكن بيحبك بجد ومش عايزك تبعدي عنه
لوحت بيدها بلا مبالاة وكأن الأمر لا يعنيها وقالت بحنق
عمري ما حبيته ولا عمري هنسى انه مفروض عليا .....وعمري ما هنسى أن امه كانت السبب في مۏت أمي
 
أبتلعت نغم غصتها بينما هي أنكمشت وصړخت بهستيرية ودمعاتها تدفق كالحمم ټحرق قلبها
مش عايزة أفتكر ............مش عااااااايزة
حقك عليا انا عارفة أنت مريتي بأيه وحاسة بيك والله مكنش قصدي أفكرك
نفت برأسها وقالت بنحيب قوي يدمي القلب وهي ټدفن وجهها بصدر صديقتها 
لأ محدش عارف أنا مريت بأيه .........محدش حاسس بيا .......كلكم بتهاجموني وبس
انا مش بهاجمك يا نادين أنا بنصحك علشان نفسي تسامحي وتنسي وتبدأي صفحة جديدة
نفت برأسها وهي تشعر انها على حافة الجنون وقالت بنبرة ممزقة لأبعد حد 
أنا عمري ما هسامحهم ومش هسيبهم يدمروني زي ما دمرو امي أنا هاخد حقي وحق أمي منهم ولو أخر يوم في عمري .....هفضل أكره الست دي وأكره أبنها ....
هزت نغم رأسها تسايرها وظلت تمسد على ظهرها كي تهدأ لتستكين الآخرى وكأنها بحاجة لذلك التقارب ولكن دمعاتها كانت لا تنضب بعدما ظل يترأى أمام عيناها من جديد شريط ذكرياتها الأليمة ورغم مقاومتها للصمود إلا أن رغبتها في الأنتقام ظلت تتفاقم بداخلها أكثر فأكثر غافلة أن الشيطان هو من يهيئ لها ان كافة أفعالها ويوهمها انها ليست خطايا فادحة بل هي بريئة مبررة بنية الأنتقام غافلة كون لا يوجد خطايا بريئة فالخطيئة تظل خطيئة مهما تعددت مبرراتها 
غابت هي لعدة أيام وتركته يتلوى من لوعته عليها فمنذ أخر لقاء جمعهم وما حدث داخل سيارته وهو لا يستطيع التواصل معها لا يعلم ما اصابه ولا متى احبها لتلك الدرجة هو كل ما يعلمه أن شيء كالمغناطيس لها فهي تتمتع بشخصية قوية ناجحة جريئة تعرف كيف تجعله مهوس بها ربما كما يقولون الممنوع مرغوب وكان ذلك القول بمحله تماما عندما يتعلق الأمر بها انتشله من دوامة افكاره وشروده الذي اصبح ملازم له في الآونة الأخيرة صوتها الناعم وهي تبادر كعادتها المهتمة متغاضية عن عصبيته معها بلأمس 
هتفضل على الحال ده كتير 
نفى برأسه وأخبرها بإقتضاب 
مالو حالي انا كويس
ابتسمت بسمة باهتة لم تصل لعيناها ثم كوبت وجنته قائلة 
احكيلي يا حسن أيه اللي مضايقك شاركني وبلاش تحمل نفسك فوق طاقتها
انزل يدها بضيق وتأفأف قبل ان ينهض ويتوجه للشرفة 
يووووووه عايزاني أقول ايه وانا عارف أن عمرك ما هتفهميني
لحقت به و احاطت

خصره من الخلف وهمست بنعومة لا تليق إلا بها 
والله هفهمك جرب تتكلم مش هتخسر حاجة
انزل يدها وابتعد متذمرا 
معنديش طاقة للكلام و لو سمحت سبيني لوحدي محتاج اراجع شوية تصميمات
تنهدت بعمق من حدته الغير مبررة بالمرة بالنسبة لها ولكنها كعادة قلبها اللين ألتمس له الأعزار وهمست بإصرار عجيب لتكسر حالة الكآبة التي هو عليها وتقترح
طيب هعملك قهوة .....وهقعد معاك انا بحب اتفرج عليك وانت بتشتغل ونتكلم شوية بعد ما تخلص
لم يشغل باله بأهتمامها وكأن أي شيء يصدر منها هو إعتيادي و لن يشكل فارق معه ليزفر في ضيق و يغمض بنيتاه بقوة بنفاذ صبر وهو يظن انها تتعمد ان تضيق عليه الحصار بثرثرتها المعتادة وان تطلعه على أتفه الأمور ليصيح بها بصوت جهوري منفعل ارجفها 
مش عايز اتكلم......انا مش طايق نفسي ومعنديش طاقة لرغيك ولا للملل بتاعك ده
وأد حماسها ببراعة وجعل الحزن يحتل عيناها بعد حديثه الطاعن لها مما جعلها تشعر أن الأرض تدور بها وانها تكاد تفقد توازنها ولكنها تماسكت وغمغمت في ضيق شديد وبنبرة مهزوزة 
متعصب ليه انا بحاول أشاركك بس انت بقيت صعب ومش عاطيني فرصة لأي حاجة ومش قادرة افهمك ولا عارفة اراضيك ازاي ........
قالت جملتها الأخيرة وهي تمسد جبهتها برفق وتستند على طرف مكتبه
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 233 صفحات